من مجرد آلية لدعم التصدير وضمان تزويد السوق المحلية بمواد معينة، أصبح صندوق المقاصة ضمانة للاستقرار السياسي والخدمة الاجتماعية الأساسية التي توفرها الدولة. غير أن ضعف موارد الدولة وضغوط المقرضين الأجانب يجعل البلاد في مأزق يتكرر باستمرار.
أسابيع قليلة بعد تعيين حكومته، زف عبد الإله بنكيران، للمغاربة الفقراء «بشرى» غير مسبوقة. في يونيو 2012 دعا رئيس الحكومة المواطنين، غير المتوفرين على حسابات بنكية، إلى الإسراع بفتح حسابات لدى بريد المغرب لتلقي أموال الدعم المباشر. لأول مرة، تفتح أبواب قناتين تلفزيتين عموميتين في وجه مسؤول كبير في الدولة، ليوجه من خلالهما هذه الدعوة للفقراء.
إلى حدود تلك اللحظة، وحدها الخطابات الملكية كانت تحظى بالنقل المباشر على أكثر من قناة تلفزيونية عمومية. الظاهر أن هذا الانفتاح غير المسبوق أتى أكله فعلا، فلأول مرة تستطيع الدولة امتصاص غضب شعبي، محتمل، إثر زيادة هامة في أسعار المحروقات المدعمة بلغ درهمين للتر في حدها الأقصى.
إسماعيل بلاوعلي
التتمة في العدد رقم 3 من زمان