تتنوع مجالات التسلية، في مجتمع تراب البيضان، بين المسامرة ونظم الشعر، فضلا عن ضروب أخرى من اللعب خاصة بالرجال والنساء، وأيضا بالأطفال.
نفضل مصطلح تراب البيضان على مصطلح الحسّاني، لأن الحسّانية لسان متفرع عن العربية وممتزج من حيث المعجم بالأمازيغية، ولا نستعمل صفة الصحراوي، لأن الصحراء مصطلح جغرافي، ونجدها في أرجاء إفريقيا كما آسيا، وتضم شعوبا متنوعة وثقافات متعددة. مصطلح تراب البيضان أدق، وهو يحيل لمجتمع له مميزات ثقافية خاصة من حيث اللسان، الحسّاني، ونظام عيش، يقوم غالبا على الترحال، إلا من بعض البؤر حيث توجد نقاط ماء. ويمتد تراب البيضان من جنوب واد نول، فالساقية الحمراء، وتيرس الغربية وتجاكانت غرب الجزائر (منطقة تندوف)، وعموم موريتانيا. لكن الذي يهمنا هو مجتمع تراب البيضان بالمغرب من جنوب واد نول (باللام) إلى الساقية الحمراء فتيرس (واد الذهب). التسلية جزء من التعبير عن عبقرية مجموعة. ويتأرجح مجال التسلية في تراب البيضان من المسامرة وقرض الشعر، حول نار موقدة، أو ما يسميه مجتمع البيضان بالجيمات الثلاث التي لا تحلو الحياة من دونها (الجماعة، المجمر والجر، أي الغناء)، إلى ضروب أخرى كأنواع الألعاب والرياضات.
بين الشعر والغناء والرقص
يعتبر الشعر ديوان المجتمعات البدوية التي لا تنحو منحى الكتابة، أو تلك التي ليس لها تقليد متأصل، ويتكون من أغراض عدة كالغزل والبطولات الحربية، وتسمى في تراب البيضان بـ“تهدين“، وشعر الحكمة، مما يردده المتحلقون حول نار موقدة، تحت ضوء القمر (أنظر شذرات من الأدب الحساني للطالب بويا لعتيق).
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»