لماذا رحّب إسلاميو المغرب بعودة طالبان إلى الحكم؟ يحيلنا الجواب عن هذا السؤال إلى ضرورة سبر أغوار العلاقة بين المغرب وأفغانستان، منذ ثمانينات القرن الماضي إلى الآن، وبالأخص بين الحركات الجهادية في العالم وبين الإسلام السياسي والدولة المغربية. حول هذا الموضوع، يوضح عبد الله الرامي، الباحث المتخصص، جوانب من تاريخ العلاقة بين كل هذه الأطراف.
هل يمكن أن تحدثنا في البداية عن السياق الإقليمي والدولي الذي سبق احتلال أفغانستان، وعلاقة المغرب بما جرى في تلك المنطقة؟
كان السياق العام يتسم بحالة الصراع والتوتر والتنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي وحلفائهما، وكان يعبر عنه بالحرب الباردة أو بالصراع بين الرأسمالية والشيوعية. وهذا الصراع كان منتشرا في كل مكان في العالم حيث سعت أمريكا إلى حشد الحلفاء لتطويق الشيوعية واستئصالها، بينما دعم الاتحاد السوفياتي الحركات الشيوعية حول العالم.
وكانت الحرب الباردة تتأرجح في الغالب بين المواجهة الحادة وبين التهدئة. ففي أواخر سبعينات القرن الماضي، كانت أمريكا ما تزال تعيش نكسة فيتنام، إذ خلقت هذه الهزيمة أزمة معنوية عميقة، مما أضعف الثقة العالمية في السياسة الأمريكية وكفاءاتها. وبالمقابل، شهد الاتحاد السوفياتي أثناء هذه الفترة حالة من التوسع، حيث تمدد في مساحات جديدة بإفريقيا وأمريكا الوسطى، واجتاحت قواته أراضي أفغانستان. هذا التوسع وضع التزامات جديدة ومكلفة بالنسبة للسوفيات، وكانت فرصة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية للتعافي من تداعيات ما جرى في فيتنام واستعادة هيبتها العسكرية التي تزعزعت، وذلك بالتقدم على ساحة أفغانستان بحيث سارعت إلى إحياء دينامية قوتها من جديد، من خلال إنشاء تحالف دولي وتشكيل شبكات جهادية عالمية في أفغانستان لمواجهة الغزو السوفياتي.
وماذا عن الصعيد الإقليمي والمغربي؟
على الصعيد الإقليمي، كانت السعودية وباكستان أكثر الدول انخراطا في الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان؛ فالمملكة العربية السعودية كانت تدعم المجاهدين الأفغان على المستويين الحكومي والشعبي. وكانت المؤسسة الملكية تشجع المجتمع على التبرع للجهاد الأفغاني، فضلا عن الشباب السعودي الذي ينتقل بسهوله وأمان بين السعودية وباكستان وأفغانستان، ومن هؤلاء كان أسامة بن لادن الذي أصبح له دور محوري في الجهاد الأفغاني.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»