قطع عبد الله ساعف رحلة طويلة في دروب السياسة والعمل الأكاديمي والفكري، فجمع بين مهام المثقف ومهام المناضل السياسي في حركة اليسار الجديد، علاوة على واجهة العمل الحكومي من خلال تجربة وزارية في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، ليفضل منذ نهاية هذه التجربة العودة إلى “المواقع الأكاديمية”، على حد تعبيره، مفضلا تحليل الأحداث ومواكبتها. لم يمنعه ذلك من المشاركة في صناعة حدث أساسي سنة ،2011 من خلال عضوية اللجنة الملكية الاستشارية لمراجعة الدستور. في ما يلي بعض المحطات من ذاكرة ساعف، في دروب السياسة، ورأيه في بعض تحولات المغرب الراهن.
ماذا تذكر عن نشأتك ومراحل تعليمك الأولى؟
نشأت في أسرة تنتمي لما يمكن أن نسميه بالفئات المتوسطة، غداة الاستقلال، وإن تأرجح موقعها ضمن هذه الفئات، بين فترة وأخرى. عشت طفولتي ما بين سلا والقنيطرة والدارالبيضاء، ودرست في التعليم العمومي إلى غاية المرحلة الإعدادية حين سجلت بالبعثة الفرنسية، خلافا لأختي وإخوتي. وقد كان والدي حريصا على أن أتقن اللغة العربية، ولا يمكنني أن أنسى أستاذ اللغة العربية الذي كان يأتي إلى البيت ليدرسني العربية، وهو الكاتب المعروف إدريس الخوري.
ماذا تذكر عن تشكل وعيك السياسي؟
ثمة مشاهد ظلت عالقة في ذهني منذ مرحلة الطفولة، أتذكر منها مشهد العسكر الفرنسي مقتحما بيت العائلة، بحثا عن والدي، الذي كان مطاردا بسبب التزامه في حزب الاستقلال، وذلك سنة 1953 أو .1954 أتذكر أيضا مشهد 23 مارس ،1965 حيث كان دوي الرصاص يصل إلى الحي الذي كنت أقطن فيه قرب ملعب فيليب. كنت حينها في نهاية الإعدادي، لم أشارك في المظاهرات، لكن لحظتها كانت أساسية في تشكل وعيي السياسي تدريجيا. خلال تلك الفترة، كنت أتابع المحاكمات التي طالت قياديي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وتكون لدي شعور بالتعاطف مع محمد الفقيه البصري، وإن لم أكن أستوعب الأحداث تماما. مؤخرا فقط، عثرت في أرشيفي على قصاصات لجريدة “لافيجي“ تغطي هذه المحاكمات، أحتفظ بها منذ تلك المرحلة.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»