كان بعض السلاطين المغاربة يوظفون الأدعية كسلاح ضد القبائل الخارجة عن طوعهم. وهو سلاح بمثابة سلطة رمزية ذات فعالية مماثلة للسلطة المادية.
يذكر أستاذ التاريخ محمد جادور في كتابه عن “مؤسسة المخزن” أن السلطانان أحمد المنصور والمولى إسماعيل كانا يوظفان سلاح الأدعية باعتبارها تجد صدى لدى المحكومين الذين يتخوفون من عواقبها التي تظهر إن عاجلا أم آجلا، ويؤمنون بانعكاساتها التي تسفر عن تحقيرهم وإذلالهم، خاصة وأن مضمون الأدعية يتمحور بالأساس حول التضرع بالله لنزع بركته عن البنية الإنتاجية للقبائل المستهدفة، حتى تجتاحها موجات الثلج أو الجفاف والجراد. وإن من شق عصا الطاعة نال غضب السلطان ولحقت به دعوته، وهو ما تداولته الألسن بقولها: “نعود بالله من دعوة السلطان”.
وتشير المصادر التاريخية، أن السلاطين كانوا بالمقابل يوجهون أدعيتهم الصالحة “والمباركة” إلى كل الذين يذعنون ويتمسكون بولائهم للحاكم، فنالو رضا السلطان من موجبات بركته.