لا توفر المصادر المكتوبة معلومات ذات قيمة معتبرة عن تاريخ غمات قبل حلول المرابطين فيها، فالمعلومات قليلة عن مرحلة الفتح الإسلامي والحقبة الادريسية، وأوضحت أقل بعد اضمحلالها. وفي الوقت الذي تنامى فيه الوجود الشيعي في الجنوب المغربي، يحيط الغموض بمدى حضوره في غمات، كل ما يمكن تسجيله هو الخلاف المذهبي الذي عرفته المدينة بين السنة والشيعة، تجلى أثناء إقامة الصلوات في مساجدها، فقد كانت كل فرقة تصلي بمفردها. لا تعطي المصادر الشيء الكثير أيضا عن غمات خلال المرحلة التي خضعت فيها لسيطرة مغراوة بقيادة لقوط بن يوسف، إلى أن استقر فيها المرابطون منذ مطلع أواخر النصف الأول من القرن 11م. واختلفت الروايات ما إن كان ذلك تم بالقوة أو دون قتال، فجعلوا منها قاعدة عسكرية مهمة في طريق إخضاعهم لباقي المجال المغربي.
عرفت غمات أوريكة كثقافة سكانية شديدة خلال السنوات التي قضاها المرابطون فيها، مما اضطر شيوخها إلى تقديم شكاوى متكررة على الأمير ابي بكر لإيجاد حل للوضعية الصعبة التي آلت إليها، فاقترحوا عليه أرضا لتشييد مراكش. ويكون بذلك المرابطون قضوا في غمات من سنة 1050م إلى 1069م.
(انظر العدد 32 من مجلة زمان)