اضطلعت الأسرة المغربية، عامة خلال العصر المريني، بدور أساس في كفالة أيتامها. لكن أين كان يبدأ دور الدولة وأين ينتهي؟
تحبل النصوص ما يكشف عن عادات مجتمعية راسخة في هذا الاتجاه، من قبيل أن يتكلف الجد بكفالة أبناء فقيده، وتتكفل الجدة بأبناء ابنها أو ابنتها المتوفاة، والعم بأبناء أخيه والخال بأبناء أخته، ويتزوج الأخ بأرملة أخيه ليضم أبناءه إلى أبنائه، وقس على هذه النماذج… ومع ذلك، فقد كانت كفالة اليتيم تتعدى الحضانة إلى الإنفاق. وعلى ضوء ذلك، خضعت كفالة الأسرة لأيتامها في مجملها لطبيعة وضعها الاجتماعي وأحوالها المادية.
الختان والإكساء
نقرأ في أحد المصادر الرسمية المرينية أن السلطان أبَ الحسن المريني وفر أثناء فترة حكمه «لسائر الأيتام من سائر القبائل ما يتمشى به أحوالهم، ويستغنون به عن التكفف والعالة، فسوغ لهم فيما علمت محراث زوجين ومجباها في كل وطن حسب خراجه وجبايته وفي كفايته، حتى إذا بلغ أحد الخدمة ألحق بمن عاداه، فلا يكاد يقع بصرك على يتيم في بلاد المغرب إلا وهو مكفول». وإلى جانب هذا المعطى الدقيق، يُحسب للسلطان أبي الحسن اتخاذه لتدابير أخرى تخص الأيتام، ومنها أنه اعتاد أن يجمع في كل عاشوراء «الأيتام الذين يفتقرون إلى الختان، فيختن كل واحد ويكسوه قميصا وإحراما، ويعطيه دراهم وما يكتفي به من اللحم، فيجتمع في كل عاشوراء من سائر الأيتام ما لا يحصى».
حميد تيتاو
تتمة المقال تجدونها في العدد 81 من مجلتكم «زمان»