أثار تخريب لوحة فنية، لتخليد ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري، يوم السبت الماضي، سخطا واسعا في بلدة أمبواز، أين اعتقل الأمير مع عدد من أفراد عائلته من سنة 1848 إلى 1852. وقبيل حفل التدشين، اكتشف المارة والحاضرون أن اللوحة الفنية للأمير عبد القادر، المنحوتة على صفيحة حديدية من إنجاز الفنان ميشال أوديار، تعرضت للتخريب وأصيب الجزء السفلي منها بأضرار كبيرة.
وتعليقا على الحادثة، قال رئيس فرقة الدرك هوج لويز لوكالة “فرانس برس” بأن “اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل عشرة أيام. وعاينت الشرطة هذا الصباح التخريب دون تسجيل أي تبنٍّ للعملية”. كما أشار إلى أن شرطة البلدية لاحظت الضرر بعد الساعة السابعة بتوقيت غرينتش. وعقب ذلك، أعلن النائب العام لمدينة تور، غريغوار دولان، عن فتح تحقيق في “تخريب خطير لملك المصلحة العامة وملكية شخص عمومي”.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد قال: “لنتذكر ما يوحدنا، فالجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها، ولن تنسى أيا من إنجازاتها. لن تزيل أي تمثال”. بدوره، رفض وزير الداخلية جيرالد دارمانان “هذا العمل الغبي للغاية”.
وأبدى الفنان ميشال أودريار أسفه لرؤية عمله محطما جزئيا. وقال: “هذا تخريب مع سبق الإصرار والترصد (…) كنا هنا من أجل الاحتفاء بالتسامح مع شخصية فذة، وها نحن نشهد عملا يتعارض مع قيم التسامح. أشعر بالخوف”. وحسب رئيس البلدية “سيتم إصلاح” اللوحة خلال شهر كما قال الفنان.
يذكر أن الأمير عبد القادر بن محيي الدين (1808-1883) شخصية بارزة في تاريخ الجزائر. ولعب دورا كبيرا في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر.. وبعد استسلامه، سجن في تولون (جنوب شرق) وبو (جنوب غرب) ثم في قصر أمبواز منذ سنة 1848 حتى إطلاق سراحه سنة 1852. وقد عاش في المنفى بدمشق حيث تميز سنة 1860 بالدفاع عن مسيحيي سوريا الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد. هذا الموقف جعله رمزا للتسامح، فكافأته فرنسا بتقليده وسام جوقة الشرف.
أي نتيجة
View All Result