من هم أبرز المفكرين الإسلاميين من بلاد الشام الذين زاروا أو أقاموا بالمغرب؟ وكيف اختار بعض أعلام الفكر الإسلامي المغربي الإقامة بدمشق؟ وما مدى إسهام المقاتلين المغاربة في الحرب على نظام الأسد؟ وما هي أبرز التنظيمات المسلحة التي التحق بها المغاربة؟ وما مصيرهم اليوم بعد فرار بشار ووصول المعارضة المسلحة إلى سدة الحكم؟
لا يخفى على أي متتبع ما يجمع بين المغرب والشام من وشائج وعلاقات قديمة، بدأت بوصول الأمويين إلى المغرب، وانتهت بالمقاتلين المغاربة الذين شاركوا ضمن الفصائل المسلحة المعارضة لنظام الأسد، مرورا بعدد من المثقفين وقادة الفكر الإسلامي وقيادات حركات الإسلام السياسي، سواء منهم من حل بالمغرب مقيما أو زائرا، أو من ارتحل نحو من هنا إلى دمشق واختارها مستقرا ومقاما. رغم أصوله الدرزية إلا أنه اعتبر بعد اعتناقه للمذهب السني أحد أبرز أعلام الفكر الإسلامي في وقته، فقد كان شكيب أرسلان، المتوفى سنة 1946 الملقب بـ“أمير البيان“ بعد اتصاله بالشيخ محمد عبده وتلميذه رشيد رضا، أحد أبرز الملهمين لحركات النهضة في العالم الإسلامي، حتى إن كتابه المشهور «لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم» كان خلف قيام عدد من الحركات سواء منها النهضوية أو جماعات الإسلام السياسي، والتي حاولت الإجابة، من خلال تصوراتها، عن سؤال شكيب أرسلان.
وكان من أهم أنشطة شكيب أرسلان في ذلك الوقت نضاله ضد الاستعمار الأوروبي للمنطقة العربية، وهو ما جعله يولي اهتماما كبيرا لنصرة القضايا المغاربية، وخاصة بلاد المغرب الأقصى، حيث كان على صلة مباشرة بزعماء المقاومة خاصة بالمنطقة الخليفية، وبعدد من رجالات الحركة الوطنية، وتوج ذلك بزيارته المشهورة إلى طنجة وتطوان. فقد كان أرسلان مناصرا قويا لثورة الأمير عبد الكريم الخطابي في مواجهة الاحتلال الإسباني، حيث كتب عددا من المقالات نصرة له وتأييدا، وطلب من صديقه رشيد رضا أن يكتب المقالات في الصحف إشادة بثورة الريف، لأنه كان يرى أن الصحف العربية مقصرة في حقه، كما دعا المغاربة إلى دعمه والتبرع بالمال لشد أزره، مستنكرا على بعض القبائل تعاونها مع المحتل الفرنسي والإسباني ضد الثورة.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 136 من مجلتكم «زمان»