حظي الحمام عبر تاريخه في المغرب، وفي معظم الدول، بمكانة كبيرة، وذلك لعدة اعتبارات منها دينية وتواصلية. لذا دأب المغاربة على تربية الحمام منذ خمسة قرون، وهي عادة وهواية ما تزال مستمرة إلى غاية الآن.
يذكر الحسن الوزاني في كتابه “وصف إفريقيا” علاقة المغاربة بالحمام، وبالتحديد طريقة تربيتهم له بحسب ما شاهده في القرن السادس عشر. يقول: “يهتم كثير من الناس في فاس بالحمام، ويجدون في العناية به متعة كبيرة، فيقتنون منه أعدادا كثيرة جميلة الشكل مختلفة الألوان. يعيش هذا الحمام في سطوح المنازل داخل أقفاص تشبه خزائن العطارين، ويفتح هواة الحمام هذه الأقفاص مرتين في اليوم، مرة في الصباح وأخرى في المساء، ويشعرون بسرور لا حد له وهم ينظرون إلى الحمام يطير، والذي يستمر طيرانه مدة أطول تكون قيمته عندهم أكثر”.
ويضيف: “قد يحدث اختلاط حمام قفص مع حمام قفص آخر فيؤدي ذلك أحيانا كثيرة إلى خصام بين الهواة وعراك بالأيدي. ومن الناس من يثبتون شركا صغيرا في رأس عصا طويلة يسمكونها بأيديهم على سطوحهم، فيتصيدون بشركهم كل ما مرّ بهم من حمام”.
يختم الحسن الوزان حديثه بأنه كان يوجد، حينها، وسط سوق الفحامين بفاس سبعة دكاكين أو ثمانية يباع فيها هذا الحمام.