أي تفاعل أدبي حصل، خلال العصور الوسطى، بين شعوب صقلية وشعوب شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب؟ إلى أي حد تفاهمت مع شعوب الجنوب الغربي للبحر الأبيض المتوسط، الذي سكنته أجناس من أمازيغ ويونانيين ورومان وعرب؟ كيف تفاعلت لغتهم مع لغات وثقافات أخرى؟ وكيف تمكنوا من تكوين تحالفات سياسية مع أغيار يختلفون معهم في الدين والعقيدة؟ وكيف تمكنوا من تشكيل هويات اشتركت في سمات عديدة، لكنها حافظت في نفس الوقت على تناقضاتها؟
هذه الأسئلة وغيرها هي ما يحاول الإجابة عليها كتاب “صقلية القرون الوسطى والأندلس والمغرب… الكتابة في أزمنة الاضطراب” الصادر حديثا عن “جامعة أمستردام”، ويتضمن مقالات ودراسات قدمها الباحثان نيكولا كاربنتيري وكارول سيمز.
يفيد الكتاب أنه بحلول القرن العاشر الميلادي ونهاية التوسع الإسلامي في حوض البحر الأبيض المتوسط، ظهرت مدن جديدة، في حوض المتوسط، استقطبت مجموعات بشرية من أعراق متنوعة للعمل والإقامة، فيما قصدها آخرون للتجارة.
كما شهدت المنطقة، خلال الفترة ذاتها، ازدهار الفكر، نتيجة “موجات هجرة وتنقل العلماء والشعراء والكتاب عبر المتوسط، تطورت معها أشكال الكتابة والتأليف لتقترب أكثر من عامة الناس، كما صعدت اللهجات الدارجة التي تقاربت في كثير من مفرداتها، واستُدخلت مواضيع وممارسات ثقافية لدى جميع الشعوب”، وفق ما جاء في الكتاب.
تدرس مقالات الكتاب، أيضا، الإنتاجات الأدبية في أزمنة الاضطراب التي عاشتها العديد من مدن المتوسط خلال القرون الوسطى، حيث يقدم أصحابها وجهات نظر جديدة في التقاليد الكتابية في جنوب إيطاليا وإسبانيا وبلدان المغرب آنذاك، وكيف نجح ذلك التقارب الثقافي في التغلب على التحولات الصادمة أحيانا بين الأنظمة السياسية أو الدينية.
أي نتيجة
View All Result