هل تم إقرار الصيام، حقا، مع مجيء الإسلام؟ ماذا لو كان هذا التقليد موجودا، بالفعل، في شبه الجزيرة العربية قبل ظهوره، وهي أرض لم تكن مجرد صحراء، بل كانت ذات ثروة ثقافية ودينية كبيرة، تأرجحت بين التوحيد والوثنية …
قبل ظهور الإسلام، كانت شبه الجزيرة العربية، حسب مصادر عربية وإسلامية مختلفة لكنها حريصة على الدفاع عن انتصار مِلتها، تعيش في “الظلمات” منذ القديم إلى ظهور الإسلام في مكة. بعبارة أخرى، لم تكن شبه الجزيرة، حسب المصادر نفسها، صحراء رملية تعيش خرابها الروحي. فالنقوش والحفريات والعديد من الكتابات تفيد عكس ذلك، وتقدم صورة لشبه جزيرة يبدأ تاريخها في عصور ما قبل التاريخ والتي تأرجحت كغيرها، خلال العصور القديمة، بين العظمة والانحدار.
في ذلك الوقت، كانت شبه الجزيرة العربية مقسمة إلى ثلاث مناطق متميزة. أولا، شبه الجزيرة العربية “السعيدة“ في الجنوب أين يقع اليمن الحالي، وحيث كانت توجد العديد من الممالك .ثم شبه الجزيرة العربية الوسطى التي كان يسكنها بدو رحل أو مستقرون، وظلت تدور في فلك شبه الجزيرة العربية السعيدة. وأخيرا شمال شبه الجزيرة العربية، التي كانت تخضع للإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، على الأقل لفترة معينة من التاريخ. فيما يخص المعتقدات الدينية، مثلت شبه الجزيرة العربية نوعا من الفسيفساء، إذ تعايشت داخلها اليهودية والمسيحية والزرادشتية والصابئة والحنيفية وعبادة الأصنام. في بداية القرن السابع، فترة ظهور الإسلام، كان العرب عموما مشركين، وبالتالي وثنيين .ومع ذلك، تم دمج العديد من الطقوس العقائدية، التي كانت تمارس بشبه الجزيرة العربية، في الدين الإسلامي، كحال الصيام الذي مارسته العديد من القبائل والجماعات المختلفة.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 91 من مجلتكم «زمان»