متى عرف المغاربة عادة التدخين؟ هل أخدوها عن الأوربيين أو من جنسيات أخرى؟ وفي أي مدينة مغربية انتشر بها الدخان أول مرة؟ القصة تعود إلى قرون وليس لسنوات خلت.
كتب محمد الصغير الافراني، الخطيب وإمام مراكش، كتابه الشهير “نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي”، المخصص لتاريخ دولة السعديين وبداية العلويين، وأورد فيه قصة دخول التبغ لأول مرة إلى المغرب. يقول الافراني: “في عام 1592 أتي بالفيلة من بلاد السودان للمنصور. وكان يوم دخولها لمراكش يوما مشهودا، برز فيه كل من في المدينة لرؤيتها من رجال ونساء وصبية وشيوخ. ثم في رمضان عام 1599، حملت لفاس أيضا. وقال بعضهم: وبسبب دخول هذه الفيلة للمغرب، ظهرت هذه العشبة الخبيثة المسماة تبغة، لأن السودان الذين قدموا يسوقون الفيلة، قدموا بها يشربونها، ويزعمون أن فيها منافع. فشاعت عنهم في درعة ومراكش وغيرهما من بقاع المغرب. وتعارضت فيها فتاوي العلماء من لدن ظهورها. فمن قائل بالتحريم، ومن قائل بالتحليل، ومتوقف”. اشتهر التبغ كذلك بعدة أسماء منها: الطبغ، طاب، الطابق، طباقو، الطابغة، التوبغة، والدخان. وعلى الرغم من قلة الدراسات حول الموضوع، فإن معظمها يتفق حول فترة دخولها في فترة السعديين، بوجود اختلاف صغير حول السنة أو الطريقة، على اعتبار ما ذكره الافراني، أعلاه، هو المعتمد في أغلب الدراسات.