على هامش الزلزال الذي ضرب مناطق الحوز وتارودانت، ليلة الثامن من شتنبر 2023، أصدرت لجنة علمية من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة عدة توصيات لمعالجة تداعيات الزلزال وإعداد تقرير مرجعي واقتراح التدابير الواجب اتخاذها.
وبادرت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حسب بلاغ، إلى عقد اجتماع لجنة علمية بمقر مديرية الجيولوجيا بصفتها المصلحة الوطنية للجيولوجيا، يوم الثلاثاء 12 شتنبر 2023، قصد تدارس الجوانب الجيو-علمية للزلزال وآثاره على المنطقة بغية تحديد ووصف السياق الجيولوجي، الجيوفيزيائي والزلزالي للهزات الأرضية المسجلة. وقد عمل الخبراء المشاركون في الاجتماع على جرد الوثائق والخرائط الجيو-علمية للمنطقة قصد تحليلها وإعداد تقرير مرجعي واقتراح التدابير الواجب اتخاذها، إلى جانب تعميم خرائط النشاط الزلزالي وإدراج المعطيات الجيو-علمية المتوفرة في أوساط صناع القرار والجماعات القروية والمختصين في التهيئة المجالية للمناطق المحاذية للصدوع بمختلف أنواعها.
وكشف تشخيص الخبراء للتاريخ الجيولوجي للمنطقة، يذكر البلاغ، أنها عرفت تعاقب العديد من الأحداث والظواهر الرسوبية والبنيوية، إذ تتميز هذه المنطقة بتضاريس وعرة تلتقي فيها القمم الشاهقة التي يتعدى ارتفاعها 2500 مترا والأودية السحيقة. وأفاد البلاغ أن المنطقة “تتشكل بنيويا من ثلاث أصناف من الصدوع: هي صدوع الدرجة الأولى وهي صدوع محاذية شمال أطلسية وجنوب أطلسية والتي تحد سلسلة جبال الأطلس. فيما صدوع الدرجة الثانية وهي بوجهة NE-SW كصدع تيزي نتاست وصدع إردوز. بينما صدوع الدرجة الثالثة بوجهتين E-W وWNW-ESE كصدع أغبار وصدع أوكدامت”.
وبخصوص الزلزال الأخير في سياق من الضغط شمال-جنوب والناتج عن تقارب الصفيحتين الإفريقية والأوراسية، واستنادا لما نشرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يوضح البلاغ أن “الصدوع من الدرجة الأولى قد تكون عرفت نشاطا مكثفا وبشكل عكسي، بينما تحركت صدوع الدرجة الثانية على شكل فوالق ذات اتجاه ميسري وصدوع الدرجة الثالثة على شكل تراكب”. بينما يتبين أن صدوع الدرجة الثالثة قد تكون المسبب الرئيسي لهذا النشاط الزلزالي، استنادا إلى معطيات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني. ومن غير المستبعد، يضيف البلاغ، أن تكون صدوع الدرجتين الأولى والثانية قد عرفتا أيضا نشاطا موازيا لكن بدرجة أقل.
كما أشار البلاغ إلى أن وجود طبقة سميكة من الصخور تعود إلى العصر الكمبري الأوسط والمعروفة تحت اسم “schistes à Paradoxides” قد تكون لعبت دورا مهما في التخفيف من قوة هذه الزلزال.
تبعا لذلك، أصدرت اللجنة العلمية مجموعة من التوصيات، هي كالتالي: أولا، مراجعة خريطة توزيع المناطق الزلزالية الخاصة بالقانون المتعلق بالبناء المضاد للزلازل. ثانيا، إعداد خرائط دقيقة للمناطق التي تعرضت لتشوهات على السطح. ثالثا، تعميق البحث عن آثار واضحة لمختلف الصدوع من طرف خبراء جيولوجيين عبر الصور الجوية. رابعا، تحديد نوعية التحركات التي شهدتها أصناف الصدوع الثلاثة المشار إليها سالفا عبر القياسات البنيوية. خامسا، إدراج المعطيات الجيوعلمية المتوفرة عند عمليات اتخاذ القرار خلال مختلف مراحل إعادة البناء بالمناطق المتضررة.
كما أوصت اللجنة بالأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات أثناء اختيار مواقع محطات قياس الزلازل التي سيقوم بها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
يذكر أن المصلحة الوطنية للجيولوجيا تأسست سنة 1921، وهي الهيئة المرجعية الوطنية لتطوير البنية التحتية الجيولوجية العلمية ببلادنا، حيث يعتد بالبيانات والمعلومات وكذا الخرائط الجيولوجية الصادرة عنها، والتي تعد منطلقا وشرطا في مختلف مجالات العمل الميداني.
أي نتيجة
View All Result