اشتهرت “لعبة السباع”، في مغرب العصر الوسيط، خاصة في الحواضر السلطانية في فاس ومراكش، ولقيت أصداء خارجها، قبل أن يطالها النسيان.
يكشف الحديث عن العلاقة بين الإنسان والحيوان عن اتجاهين متناقضين، اتجاه الألفة والود، واتجاه العنف والخصومة. ولعل بعض الألعاب التي عرفها المغرب خلال العصر الوسيط تعكس هذه العلاقة.
ومن خلال مصادر، على قلتها، استطعنا وضع اليد على لعبة كسرت الحدود بين الإنسان والحيوان، إنها “لعبة السباع” التي يلعب الأسد دورا رئيسا فيها، ويكون بطلها في أغلب الأحيان، وفيها تبرز المهارة والقوة الجسمانية لمن يلعبها من الرجال. اعتبر الأسد منذ القدم رمز قوة وشجاعة، ومن هنا اكتسى شعبية كبيرة. وقد وظف مخيال بعض الإخباريين الأسد في أحداث تاريخية بارزة في مغرب العصر الوسيط، من ذلك ما أشيع، خطأ، عن تهديد عبد المؤمن الموحدي للأشياخ المعارضين توليته خليفة على الموحدين بالأسد، فما أن زأر فيهم، وكشر أنيابه حتى أذعنوا له، واتفقوا على توليته وتقديمه! وكما وظف الإخباريون الأسد، كذلك فعل أصحاب الكتابات المنقبية للتدليل على تطويع الأولياء للأسود، وتفوقهم عليها عبر كراماتهم، واشتهر الولي أبو يعزى كثيرا في هذا الإطار، فكان إذا قال للأسود لا تسكني في هذا المكان، أخذت أشبالها وذهبت إلى مكان آخر!
مهدية مستقري
تتمة المقال تجدونها في العدد 31 من مجلتكم «زمان»