أملت دوافع دينية وسياسية واقتصادية على أحمد المنصور إرسال ”جيوش النبي “إلى الجنوب، في الوقت الذي كان ينتظر أن يتوجه إلى الشمال أو الشرق.
عرف المغرب على عصر الدولة السعدية تغييرا في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصا بعد حالة الضعف التي عرفها مع نهاية المرينيين وخلال حكم الوطاسيين، وتمكنت الدولة خلالها من وقف كل الأطماع العثمانية والأوربية، وبناء كيان سياسي وقوة كبيرة بالمنطقة.
وقد بلغت الدولة السعدية أوجها نهاية القرن 16 ميلادي، مع أبرز سلاطينها أحمد المنصور الذهبي، والذي تمكن من توحيد كل أجزاء المغرب الأقصى، والقضاء على كل المؤامرات ونزعات التفرق، فضلا عن النهضة العلمية والعمرانية التي عرفها المغرب على عهده، والتأسيس لدولة مهابة الجانب داخليا وخارجيا.
إلا أن ما كان منتظرا بعد كل هذه الإنجازات الداخلية، هو محاولة التوسع شمالا أو شرقا، على عادة من سبقه من السلاطين والأسر التي حكمت المغرب، والتي كانت تسعى دوما إما لاستعادة حكم الأندلس أو تثبيت الحكم بها، وإما لتوحيد أجزاء واسعة من المغرب الكبير، وأخذ البيعة منها للسلطان بمراكش أو فاس.
لكن المنصور الذهبي اختار التوسع بدل ذلك نحو جنوب البلاد، وغزو بلاد السودان الغربي، في حملة تضاربت الآراء حولها، بين اعتبارها معركة جهادية كان الهدف منها نشر الإسلام في هذه المناطق التي لم تكن تعرفه من قبل، وبين من رآها غزوة لم يكن لها من هدف إلا سلب الأموال وسفك الدماء. فلماذا اتجه المنصور الذهبي إلى الجنوب ولم يقصد الشمال والشرق على عادة من سبقه؟ وما هي الأهداف الدينية والسياسية والاقتصادية الدافعة لهذا الغزو؟ وماذا كان موقف الفقهاء من الحملة خصوصا ما رافقها من أسر أبناء السودان وجلبهم عبيدا لبلاط المنصور؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»
حملة المنصور الذهبي إلى السودان الغربي سنة 1590 كانت بالأساس لدوافع اقتصادية وهي الحصول على الثروات التي تزخر بها هذه المنطقة خصوصاً ملاحة تغازى عكس ما يروج له البعض أنها فتح لنشر الإسلام ,فالإسلام كان منتشرا في هذا المجال منذ فترة الفتح الإسلامي خلال فترة عقبة بن نافع مرورا بالخوارج وانتهاء بالحركة الجهادية التي قادها المرابطون خلال مرحلة الزعيم الروحي عبدالله بن ياسين والذي تمكن من القضاء على الوثنية ونشر الاسلام بهذا المجال.
بالنسبة لي عدم توجه المنصور إلى الشمال(الاندلس) على غرار الدول التي تعاقبت على حكم المغرب كان بسبب وجود الامبراطورية العثمانية من الشرق والامبراطورية الاسبانية من الشمال.