منع المغاربة من ولوج الحانات، ومعاقبة ”السكر العلني”، ومنع غير المسلمين من دخول المساجد، وحظر التبشير، إجراءات وغيرها تعود إلى عهد الحماية وما يزال بعضها ساريا إلى اليوم. لكنها في الحقيقة ليست إلا جزءا من سياسية شاملة سنها ليوطي، حملت اسم” السياسة الإسلامية”.
عندما وصل هوبير ليوطي إلى مدينة فاس في الأسبوع الأخير من شهر ماي 1912، بعد تعيينه مقيما عاما في المغرب، اصطدم فورا بثورات القبائل التي حاصرت المدينة احتجاجا ضد توقيع معاهدة الحماية. بعد يوم مضن، كتب إلى شقيقته: «وصلت إلى هنا (فاس) أمس، ثم التقيت بالسلطان. في المساء، تعرضت المدينة لهجوم هائل من شرقها وشمالها. صددنا المهاجمين بحلول ظهر اليوم الموالي، بعد أكثر من 12 ساعة من المقاومة الشرسة، تسللوا خلالها إلى داخل المدينة، فاضطررنا إلى حرب الشوارع، ومطاردتهم خطوة خطوة، دارا بدار. كانت خسائرنا كبيرة جدا». بعد أشهر، كتب رسالة ثانية إلى الكونت ألبير دومان عضو البرلمان الفرنسي، يشرح فيها خطته لاحتلال المغرب: «لو أمدتني فرنسا بمائة ألف جندي لن يجدي الأمر شيئا، ستجمد حركتهم. هذه البلاد لا يمكن معالجتها بالقوة فقط. الطريقة المعقولة، والوحيدة، والأنسب، والتي أرسلتني فرنسا من أجلها، أنا وليس شخصا آخر غيري، هي اللعب الدائم على حبلي السياسة والقوة».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 15 من مجلتكم «زمان»