أدى إقدام سلطات الحماية على تحويل مياه بوفكران، التي تزود مدينة مكناس، لفائدة عدد منالمعمرين إلى تفجير الاحتجاجات واندلاع ما أصبح يعرف بـ”معركة الماء”.
جاءت أحداث الخريف المغربي سنة 1937 نتيجة الفقر والبؤس والاستغلال الذي وجد مأخذه في تناسل الأحداث، فكان المحرك الأساس للهيجان والاضطرابات، هذا إلى جانب سرعة انتقال الاحتجاجات إلى كل المدن التي قامت لمساندة المدن المنكوبة، فضلا عن توجيه سلطات الحماية الاتهامات للجهات الخارجية، واستعمال المتعاونين في آليات القمع واعتقال المتظاهرين، وانتهاء بإجبار المقيم العام للحماية الفرنسية على تحقيق المطالب. كثفت كتلة العمل الوطني الاتصال مع الجماهير ابتداء من أكتوبر 1936، وصعدت من حملاتها الدعائية، وعملت على تنظيم سلسلة من المؤتمرات بمختلف المدن المغربية، فتم تحرير نص جديد للمطالب المستعجلة، وبعد رفض سلطات الحماية لهذه المطالب، لم يعد لها سوى أسلوب المظاهرات لإجبار السلطات على الاستماع لها، وفي هذا الإطار دخلت المدن المغربية «حركة لم تعهدها من قبل، إنها أساليب الاحتجاج التي شكلت دليلا قاطعا على غضب الجماهير». وكما كان الحال سنة 1936، لكن بتجربة جديدة اكتسبها بعد حين، أراد الحزب الوطني أن يستند إلى القاعدة الشعبية في مواجهة سلطات الإقامة، فكان من السهل عليه استنهاض الاستياء والسخط العارم لدى المغاربة ضد الأوضاع المأساوية، فقادهم للتظاهر وسلك خيار الاحتجاج، بيد أن النهاية المأساوية التي انتهت بها الأحداث تجاوزت توقعات الحزب.
عبدالرزاق لكريّـط
تتمة المقال تجدونها في العدد 4 من مجلتكم «زمان»