يرتبط ضريح بويا عمر في المخيال الجماعي عند المغاربة بالجنون والمجانين، فما قصة هذا الضريح؟ وكيف عاش هؤلاء المرضى هناك؟
بعد ضغط حقوقي دولي، أعلنت الوزارة الوصية، عن إغلاق بويا عمر سنة .2015لكن الموضوع كان قد طفا على السطح قبل ذلك بكثير، نظرا للظروف المزرية لإيواء هؤلاء المرضى المجانين، وكذا الطرق العنيفة التي يتم التعامل معهم بها ..لدرجة تشبيه واقع بويا عمر بـ“غوانتنامو“ .في غياب للتشخيص الطبي لهاته الحالات، يتم احتجازهم وتكبيلهم بالسلاسل، في اعتماد على مقاربة خرافية لتفسير هاته الظواهر المرضية، «وما يصاحب ذلك من تطور غير إيجابي وتفاقم الحالات بسبب تأخير أخذ الدواء أو الانقطاع عنه بفعل المعتقدات الخاطئة». فيما اعتبر القيمون على الضريح، بأن الإغلاق هو إجحاف للعمل الذي يقومون به، مع الاستماتة بالحفاظ على مواقعهم ومصالحهم، معددين الحالات التي شفيت – حسب اعتقادهم– ومعتبرين في الآن ذاته، بأن الهجوم على الدور الذي يقومون به، هو هجوم على تراث ديني ينبغي الحفاظ عليه.
كان بويا عمر إلى عهد قريب يسمى عند السكان المحليين سيدي عمر، ولم يتغير اسمه إلى بويا عمر إلا في سبعينات القرن الماضي، مع ازدياد شهرته والاعتقاد به في مداواة المجانين. تظل حياة هذا الولي غامضة نوعا ما، الشيء الذي تؤكده الباحثة خديجة النعموني، التي أجرت دراسة عن بويا عمر، معتبرة أن قصته، ليست سوى سلسلة من الأساطير التي يمكن تتبعها دون العثور على الحقيقة!
سارة صبري
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»