قامت النكتة بأدوار عديدة في المجتمع المغربي قديما وإلى اللحظة التي نعيشها. وبسبب “حساسيتها”، فإن المؤرخين الأوائل تجنبوا تدوين بعضها، لكن ذلك لم يمنع من تأليف نكت عن سلاطين ونخب المغرب. في هذا الحوار مع الباحث محمد شقير، نتعرف على تاريخ النكت وطبيعتها عبر الأزمان، وكذلك عن سبب انتشارها بعد استقلال المغرب، ثم تقهقرها خلال العهد الجديد.
بشكل عام، ما مدى أهمية الهزل والنكتة في تاريخ الشعوب والحضارات؟
تعتبر النكتة انعكاسا لتكون المجتمعات والحضارات، حيث تعكس أحد أشكال التعابير الاجتماعية بل أحد أسس تكون الجماعة التي تعتبر اللبنة الأساسية لكل مجتمع؛ إذ أن النكتة لا يمكن أن تُخلق إلا في إطار جماعة وبين مجموعة من الأفراد. كما أن النكتة تشكل هوية مجتمعية تميز الشعوب والحضارات فيما بينها. فالمجتمعات الأورو–متوسطية تعتبر من بين المجتمعات الأكثر “ثرثرة“ وأيضا الأكثر تنكيتا بما فيها المجتمعات العربية، وتعد مصر والمغرب من بين أكبر الشعوب تنكيتا بينها.
عبر تاريخ المغرب، هل يمكن أن نستشف طبيعة النكتة وأدوارها في المجتمع المغربي؛ هل كانت تدخل في إطار الضحك والهزل فقط؟ أم كانت لها أغراض أخرى كأن تعبر النكتة عن تمرد سياسي أو تعبير عن موقف ما؟
للنكتة في المجتمع المغربي عدة أدوار تختلف حسب اختلاف البنيات القبلية والجهوية، حيث اتخذت النكت طابعا قبليا أو إقليميا أو اجتماعيا .وهكذا، عبرت النكتة عن التميز القبلي، حيث هناك العديد من النكت التي تطلقها قبائل على قبائل منافسة من المنطقة نفسها، كتلك التي تتداول بين قبائل دكالة في مواجهة قبائل عبدة على سبيل المثال، أو تلك التي تتداول بين الوجديين في التهكم على “البراكنة“، أو تلك التي تطلق من طرف المدينيين ضد العروبية أو العروبية ضد الشلوح، أو النكت التي تطلق من طرف المراكشي في التهكم على الفاسي.. إلى غير ذلك من أصناف النكت.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 117 من مجلتكم «زمان»