في هذا الحوار مع مجلة ”زمان”، يتحدث الوزير السابق والسياسي محند العنصر عن سياقات تأسيس حزب ”الحركة الشعبية”، الذي طالما أثار الجدل والنقاش حول نشأته وعلاقته بالسلطة والقصر، فيوضح لنا حدود الاتصال والانفصال بين الطرفين، منذ استقلال المغرب. كما يتحدث العنصر عن علاقته بالمحجوبي أحرضان، ويكشف لنا كواليس ”الانقلاب” عليه، وتدخل الملك الحسن الثاني وغضبته الشهيرة على ”الزايغ”. كما نخوض معه في مساره السياسي والوزاري، بدءا من قطاع البريد والاتصالات مرورا بإشرافه على وزارة الداخلية، القطاع الأكثر حساسية، لا سيما في زمن الغليان بشوارع المملكة، وصولا إلى رأيه وموقفه في مواضيع وقضايا ذات راهنية يعيشها المغرب.
لنبدأ بما يقال عن حزبكم، بحيث ما يزال ينعته البعض بأنه حزب إداري .كيف تردون على مثل هذه التوصيفات؟
قام مؤخرا الأمين العام للحزب، محمد أوزين، بالإدلاء ببعض التوضيحات بهذا الخصوص. وأضيف أن عبارة “الحزب الإداري“ ظهرت في سياق سنوات الستينات؛ حيث كانت المعارضة السياسية للنظام شرسة، ومن ثمّ كل من كان يخالف توجه المعارضة وتصورها كان يتهم بأنه حزب إداري. هذا مع العلم، أن حزب “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية“ تأسس بدوره في بيت الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد، في فترة انشقاق الاتحاديين عن حزب الاستقلال سنة ،1959 وقد كان مسؤولو الاتحاد يلتقون بالحسن الثاني مرارا. أما نسبة الحزب إلى الإدارة، فأخبرني مَن مِن الأحزاب اليوم لم تمنحه وزارة الداخلية التراخيص ليصبح حزبا يمارس نشاطه. وعليه، هل هذا هو السبب الذي يجعلنا حزبا إداريا! قد سبق لي أن واجهت هذا السؤال بالتحديد مباشرة بعد تنحية وزير الداخلية الراحل إدريس البصري، ووصفنا بأننا “حزب إداري لأننا نلتقي بالبصري كثيرا“، فكنت أقول لهم إن البصري كان وزيرا في الحكومة ومن البدهي أن نلتقي به .لقد التصق بنا هذا النعت لأنه نابع من ظرفية كانت تصاغ فيه الاتهامات والمصطلحات، ويلقى بها هنا وهناك، ومن ثمّ أعتبر أننا كلنا أحزاب إدارية، إذا كان القصد منه أن وزارة الداخلية سمحت لنا بالتحرك.
لكن حسب ما عِشتَه، كان الحزب لحظة تأسيسه يضم أشخاصا نودي عليهم من جهاز السلطة؟
لا بالعكس، كان أساس “الحركة الشعبية” الذي عشناه ونعرفه جيدا أن الحزب ضم أناسا من جيش التحرير وذويهم وأقاربهم وبعض القادمين من البادية، بالإضافة إلى نقابيين من المدن. إن اتصالنا المبكر وعلاقتي بالحزب، كانت مع القادمين من البوادي، من مناطق بعيدة مثل خنيفرة وميدلت، والذين جمعتنا نقاشات حول ما كان يجري في البلاد وفي الحزب، لا سيما قضية الخلاف ما بين المحجوبي أحرضان وعبد الكريم الخطيب.
حاوره غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 138 من مجلتكم «زمان»