كيف كان تأسيس جامع أو جامعة بن يوسف، ومن أسسهما؟ وكيف اعتنت بهما مختلف الدول التي حكمت المغرب الأقصى؟ وما هي أبرز الأسماء والشخصيات التي تخرجت من هذا الصرح الفكري؟ وما هي أدوراهما في مختلف عصور الدولة المغربية؟ ولماذا اعتبرت المدرسة تحفة هندسية ومعمارية؟
«المدرسة المرينية المشهورة باليوسفية، وهذه المدرسة في غاية الكمال ونهاية الحسن والجمال، عجيبة البنيان، بديعة الإتقان، تسر الناظر، وينشرح بها الخاطر»، بهذه العبارات وصف ابن الموقت المراكشي جامعة ابن يوسف بمراكش، والتي تعد واحدة من أشهر المدارس والجامعات في تاريخ المغرب، بفضل إنتاجاتها العلمية، وتخريجها لعدد كبير من العلماء عبر العصور وفي علوم متنوعة. إلا أنه قد سبقها إلى الدور “جامع بن يوسف“ الذي أسس خلال العصر المرابطي، واضطلع أيضا بأدوار علمية وثقافية في مختلف مراحل تاريخ المغرب.
اختلف المؤرخون في تحديد مؤسس مدرسة بن يوسف بمراكش، أمام روايات متضاربة ومختلفة، فيرى البعض أن علي بن يوسف المرابطي هو المؤسس، وقال آخرون بأن بانيها هو الأمير المرتضى الموحدي، وزعم البعض أن يعقوب المريني من كان له فضل التشييد، بل نسبه بعضهم إلى الغالب السعدي، إلا أن الراجح في الموضوع عند كثير من المحققين في الموضوع هو أن السلطان أبا الحسن المريني هو من أمر ببناء المدرسة التي عرفت لاحقا بالجامعة، كما فعل ذلك أيضا في مدن أخرى كفاس ومكناس وسبتة، وهو ما يؤكده ابن بطوطة، في كتابه المشهور “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار“، حيث قال: «بمراكش المدرسة العجيبة التي تميزت بحسن الوضع وإتقان الصنعة، وهي من بناء الإمام مولانا أمير المسلمين أبي الحسن رضوان لله عليه».
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 126 من مجلتكم «زمان»