جرى يوم الجمعة 13 يناير بالرباط على هامش محاضرة ومعرض نظما تحت عنوان “أسد الأطس: زئير يمتد للآلاف السنين”، توقيع اتفاقية إطار بين وزارتي الشباب والثقافة والتواصل والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، تروم حماية المواقع الأثرية. ووقع على هذه الاتفاقية كل من وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي.
وشكلت المحاضرة والمعرض فرصة لتقديم اللقى الأثرية لأسود الأطلس، لأول مرة، والتي تم اكتشافها في المواقع الأثرية المغربية مع تسليط الضوء على تاريخها الذي يمتد لآلاف السنين. وفي كلمة خلال هذا اللقاء، قال وزير الثقافة إنه في إطار الجهود المبذولة والاهتمام المتزايد بالتراث، والتي يتعين مواكبتها بتدابير مؤسساتية تروم هيكلة هذا المجال والحفاظ أكثر على هذا الإرث، تم التوقيع على هاته الاتفاقية الإطار بهدف حماية المواقع التراثية الأثرية وما تم اكتشافه فيها.
وتابع الوزير أن هذه الاتفاقية تتيح مكافحة الاتجار غير المشروع، بالاضافة إلى إحداث مراكز تفسير التراث من أجل تقريب الجمهور من هذا العلم الذي لا ينضب. كما أبرز التحول الذي يشهده اليوم مجال علوم الآثار في المغرب، مسجلا تنامي الكفاءات وثراء الموارد التراثية المتعلقة بالإنسان أو الحيوانات والنباتات، والتي تجعل من المملكة أرضا خصبة لمزيد من الاكتشافات والرغبة في فهم العصور الماضية.
وأشاد المسؤول الحكومي بالجهود المبذولة من قبل الباحثين المغاربة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وكذا بتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الذي يكتسي أهمية، لافتا إلى الدور الذي تلعبه حديقة الحيوانات بالرباط، التي احتضنت هذا اللقاء، باعتبارها، فضاء لحماية الحيوانات البرية والحياة البرية عموما، وخاصة أسد الأطلس.
وأوضح أن العظام الآثرية، المكتشفة في مغارة بيزمزن، كانت ذات يوم أسودا في الغابات المغربية، من تطوان إلى الصويرة، وهناك عزم للحفاظ على آثارها. وحسب ورقة تقديمية للمحاضرة والمعرض فإن المغرب يعتبر مهدا للعديد من المواقع الأثرية المعرفة بقيمتها العالمية. وتشير الورقة ذاتها أن بقايا عظام الأسود تعتبر نادرة جدا في المواقع الأثرية وعندما يتم العثور عليها، فإنها تقتصر على أجزاء قليلة من هياكلها العظمية، مبرزة أن الأسود الحقيقية بالمغرب ظهرت منذ ما بين 400 و 300 ألف سنة، بينما تعود الحفريات التي يمكن نسبها إلى أسلافها إلى أكثر من مليوني سنة.
أي نتيجة
View All Result