رغم الحديث الدائم، المسوغ بنبرة نضالية أحيانا، عن الملوك الأمازيغ وتاريخ الممالك المورية بالمغرب القديم، إلا أن المصادر المتوفرة لا تسعف كثيرا في كشف الغطاء عن هذا الجزء من تاريخ المغرب.
ا تحتفظ المصادر المكتوبة والحفريات الأركيولوجية إلا بأسماء معدودة لملوك، كان قدرهم أن ارتبطوا، بشكل أو بآخر، بالحروب الرومانية في منطقة شمال إفريقيا. وربما لو لم ينخرطوا في هذه الحروب، لما ورد ذكرهم في كتب المؤرخين الرومان والإغريق، ولما عرفنا عنهم شيئا. يعد المغرب من بين آخر الولايات الملتحقة بفلك الإمبراطورية الرومانية. ولم يحدث ذلك إلا سنة 40 بعد الميلاد. لكن هذه الهيمنة لم تدم طويلا، إذ بحلول القرن الخامس الميلادي، كان المغرب تخلص كليا من السيطرة الرومانية، بعدما كان جزؤه الجنوبي (جنوب نهر سبو) تخلص منها منذ القرن الثالث. وكانت الفترة التي سبقت إلحاق المغرب بالإمبراطورية الرومانية، هي الفترة التي عرفت ظهور الممالك المورية. وقبلها عرفت المنطقة مجيء الفينيقيين، الذين بدؤوا في الاستقرار بالسواحل المغربية المتوسطية والأطلنتية ابتداء من القرن الثامن قبل الميلاد.
تظل جذور ومسلسل تشكل الممالك المورية مجهولة بسبب صمت النصوص الإغريقية واللاتينية عن ذلك. فهذه النصوص، التي تعتبر المصدر الوحيد لمعرفتنا بهذا الخصوص، لا تتحدث عن المغرب إلا عندما يتعلق الأمر بارتباطه بالسياسة الرومانية في المنطقة. «جملة القول، كما يقول المؤرخ عبد الله العروي في كتابه «مجمل تاريخ المغرب»، «إن معظم هذه الكتب التي تؤرخ للحقبة المذكورة تؤرخ في الواقع لروما، ولروما وحدها».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»