عرف لباس المرأة المغربية، باعتباره مظهرا من مظاهر الثقافة المجتمعية، تطورا أملته رياح العولمة الجارفة وصيحات الموضة العالمية.
يعتبر الباحث دانييل روش اللباس «ظاهرة اجتماعية» قابلة للرصد التاريخي، ويرى رولان بارث بأن القطع التي يتكون منها تحمل الكثير من الدلالات، فهي تؤشر على البعض أو الكل من المرجعيات ومظاهر الاقتناع الشخصي والجماعي.
وليس من العسير الغوص في باطن اللباس انطلاقا من ظاهره لمعرفة جوهره، واستكشاف الخطاب الذي يحمله، فاللباس رداء ولغة في آن واحد. وفي هذا السياق، ينبغي فهم لباس المرأة وتتبع مسار التطور الذي آل إليه في المغرب. تحيل فكرة الجسم العاري في التوراة والإنجيل والقرآن، وحتى في المعتقدات الدينية البوذية والهندية واليابانية وغيرها من المذاهب الغنوصية، على غضب الآلهة، والخروج عن الطاعة الربانية، والطرد من الجنة وارتكاب المعصية. ويعني ذلك ضمن ما يعنيه ضرورة تغطية هذا الجسم المذنب الحامل للخطيئة لاسيما جسم المرأة الذي تعتبره كل الديانات مدنسا يحتاج إلى تطهير. وقد ورد في الإنجيل والتوراة أن الرجل لا ينبغي له أن يرتدي ملابس المرأة وعلى هذه الأخيرة ألا تتخذ ملابس الرجل، ومن خالف ذلك فهو يخالف أمر لله.
محمد بوسلام
تتمة المقال تجدونها في العدد 33 من مجلتكم «زمان»