أثار المغرب، على مدى قرنين قبل خضوعه للحماية، منافسة حامية بين دول أوربية صاعدة، حاولت كل واحدة نيل نصيبها من كعكعة الإيالة الشريفة.
أثارت مساعي المغرب في الآونة الأخيرة لتنويع شركائه الاقتصاديين والانفتاح على عواصم جديدة، في أفق تأسيس شراكات استراتيجية، سؤال العلاقات «التقليدية» للمغرب مع دول ظلت، وكأنها الوجهة الوحيدة التي على المغرب أن يقصدها في تعاملاته التجارية، حتى بدت وكأنها تحتكر التعامل معه، أي دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة. هذا النهج المُكسر لنوع من النمطية في العلاقات الخارجية للمغرب، قد يمنح أوراقا تفاوضية أقوى ويعزز فرص الارتقاء بالشراكات المستقبلية إلى صيغة رابح- رابح بشكل حقيقي، مع ما يستوجبه الأمر من تمنيع للذات وتحصينها، تفاديا لمطبات وشراك لعبة الكبار الذين يعرفون كيف يوزعون الكعكة بينهم حينا، ويتصارعون عليها أحيانا أخرى، كما حصل للإيالة الشريفة قبل الاستعمار.
فقد بدأ التسرب محتشما، قبل أن يتحول إلى تهافت شرس وصراع محموم للظفر بقصب السبق في المغرب ووضع اليد على خيراته، في مرحلة أولى عبر معاهدات غير متكافئة، قبل أن يقر قرار القوى الأجنبية المجتمعة، بين يناير وأبريل سنة 1906 في مدينة الجزيرة الخضراء الإسبانية، على التسليم بامتياز واضح لنفوذ فرنسي وإسباني، بعد فتح المجال لتقسيم ثرواته على الدول المشاركة في مؤتمر «الخزيرات»، التي حرصت كل من موقعها على ضمان نصيبها في الثروات المغربية.
الطيب بياض
تتمة الملف تجدونها في العدد 33 من مجلتكم «زمان»