تركز معظم الدراسات عن الإمارة الإدريسية على بدايتها ونشأتها، بينما تقل أو تكاد تندر الدراسات عن الأسباب الحقيقية لسقوط الحكم الإدريسي، وذلك بسبب تداخل الأحداث وتشابكها .يعرض هذا المقال أسباب انهيار الأدارسة ونهايتهم : هل كانت بسبب السياسة الداخلية لآل إدريس أم بفعل عوامل خارجية؟
امتد نفوذ الإمارة الإدريسية من ماسة جنوبا إلى طنجة شمالا إلى تلمسان غربا، باستثناء مناطق البرغواطيين التي استعصت عليها، وإمارتي النكور وسجلماسة .ويقسم الباحثون تاريخ الإمارة إلى طورين: طور القوة والازدهار، وطور الضعف والانهيار. ويحددون الطورين، بشكل عام، بأن الأول يمتد من إدريس الأول إلى حفيده محمد بن إدريس، بينما الطور الثاني يبتدئ بعد وفاة الأخير ومن خلفه، وصولا إلى أفول الإمارة وزوالها. ويؤكد الباحثون على صعوبة الحسم في الأسباب المباشرة لسقوط الإمارة الإدريسية التي عمرت لحوالي قرنين، وذلك لتداخل الشأن السياسي مع الديني مع الإثني والقبلي مع الاقتصادي، فضلا عن العوامل والضغوط الخارجية. إن تاريخ الأدارسة حافل بالأحداث، ويتجنب الباحثون والمؤرخون الخوض فيه، لقلة المصادر الموضوعية عن تلك الفترة المعقدة والمتشابكة، ولتضارب الروايات حولها. وتسعفنا بعض الدراسات، التي اعتمدنا عليها، على فهم أهم التقلبات والتطورات التي حصلت لدى حكام الأدارسة عبر تاريخهم الطويل، منذ بدايته على يد إدريس الأول، وصولا إلى زواله بين يدي الحسن بن كنون .وبالتالي، سنتبين من خلال تلك الدراسات مراحل القوة في هاته الإمارة، ومراحل الضعف والانهيار، كما نعرض لاختلاف الآراء حول عوامل إسقاط الإمارة الإدريسية.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 109 من مجلتكم «زمان»