اطلعت “زمان” على نسخة من وثيقة تثبت أخر بيعة أهل تلمسان وقبائلها للعلويين في 1830، أي في السنة ذاتها التي دخلت فرنسا إلى الجزائر، بعد مغادرة العثمانيين.
ويؤكد المؤرخ الفرنسي ذو الأصول المغربية سعيد الصايغ، الأستاذ بجامعة مونبليي الفرنسية، أن الولاة العثمانيين في الجزائر “لم يعتبروا الأراضي الواقعة جنوب فكيك جزءا من ممتلكاتهم. فقد ارتبطت الواحات بالسلاطين العلويين عبر البيعة. كما كانت الواحات المتفرقة، في زمن السعديين، تمثل محطات على طريق التجارة عبر الصحراء”.
ويضيف الصايغ، الذي وُلِد في مكناس، أنه “كان للأعيان المحليين (في تلك الواحات) روابط قرابة مع العائلات المخزنية، وكان التجار اليهود يتمتعون بالحماية القانونية للسلطان”. ونقل سعيد الصايغ عن الجنرال شانزي قوله في رسالة إلى الغرفة التجارية بالجزائر العاصمة: “لم يكن هناك أي شك في أن واحات تيميمون وخنفوس وعين صلاح مغربية”.
كما ذكر أنه إلى حدود نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، استمر إرسال وفد يمثل الكثير من القبائل، في الجزائر الحالية، إلى فاس أو مراكش لتقديم البيعة، التي اعتبرها أنها كانت “بمثابة اعتراف فعلي بسلطة السلطان القائمة”.