لقب يوسف بن تاشفين بـ”أمير المسلمين وناصر الدين”، لكنه بقي على ولائه لـ”بني العباس، لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحَرمين، مكة والمدينة”، كما قال بنفسه.
تُعدّ الدولة المرابطة حلقة أساسية في تاريخ بلاد المغرب عموما، والمغرب الأقصى خصوصا، فقد تحول مركز الثقل في الغرب الإسلامي، من عدوة الأندلس إلى عدوة المغرب، وأصبحت الأندلس تابعة للمغرب عسكريا وسياسيا وإداريا، بيد أن الأندلس ظلت تَمُد بلاد المغرب، من الناحية الثقافية، بالمرجعيات الفكرية والتنظيمية وبالنخب، وكان من ذلك أن تبنت الدولة المرابطية واحدا من الدعائم الأساسية لإيديولوجية الدولة، وهو المذهب المالكي .كان قد سبق للخليفة الأموي (بالأندلس) عبد الرحمن الناصر أن تلقب بأمير المؤمنين بعد أن التاث (أي انهل) شأن الخلافة في الشرق، ولكن الدولة المرابطية، التي تبنت المذهب المالكي، وأخذت من الأندلس نُظمها الإدارية، لم تذهب أبعد فيما يخص إمارة المؤمنين. تلقب الأمير المرابطي أميرا للمسلمين، و تابعا للخليفة العباسي. إلى ذلك، وضعت الدولة المرابطية لبنة عاصمة، هي مراكش، بما للعاصمة من دور سياسي، وترسيخ مؤسسات، ونشاط فكري وثقافي وعمراني، وعنصر استقطاب للوافدين، وبوتقة… حتى لقبت مراكش بغداد المغرب. ورغم هذه الأهمية التي للدولة المرابطية، كأُسّ للدولة المغربية، إذ أمدته بأداة إيديولوجية هي المذهب المالكي، وحُكم جامع، يتجاوز إطار إمارات مشتتة، وعاصمة، فما نتوفر عليه من مصادر ضئيل، ومُغرض، فلا نجد نصا مدونا لتاريخهم غير ما كُتب عنهم في عصر الموحدين، والموحدون كانوا حاملين عليهم، ومُشنِّعين بهم، ناقمين منهم، ولذلك فشهادة مؤرخيهم مجروحة.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 113 من مجلتكم «زمان»