كان الناس في قصر أسول يعيشون على الكفاف، وتنظمهم أعراف توارثوها أبا عن جد، قبل أن يقلب دخول الغريب حياتهم رأسا على عقب، وما يزال القصر يحفظ الكثير من الجراح.
يقبع قصر أسول، الذي يعتبر من التجمعات السكنية التي تنتمي لقبيلة أيت مرغاد، على السفح الجنوبي للأطلس الكبير الشرقي، اقتضى الاستقرار بذلك المجال إنشاء منازل مبنية بأساليب وأنماط تقليدية تعتمد مواد بسيطة مما تتيحه بيئة المكان الجبلية، حسب ما هو متعارف عليه بين الأهالي بحوض وادي غريس، ووفق ما يفرضه المناخ المتقلب صيفا أو شتاء. يتعيش أهله على الكفاف مما توفره الأرض من منتوجات زراعية وغراسات تسقى من عيون تنبع من الجبل الذي تستظل المنطقة بشموخه، كما امتهن بعض السكان نشاطا تجاريا محليا هيأ للناس فرصة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
الأرض والناس
استمد الموقع اسمه من الأشكال التضاريسية الجبلية التي تطوق المنطقة، فأسول حسب أرجح التفسيرات للفظ هي صيغة أخرى لـ“إسْلِي“ التي تُجمع على “إسْليون“ التي تعني الحجر أو الصخر في اللغة الأمازيغية، وقد لا يكون للاسم دلالة على صلابة الصخر فقط، بل أيضا على قوة الرجال وشدة تحملهم لما يعرض لهم من ظروف قاسية تفرضها الطبيعة أو يتسبب فيها البشر.
يعد قصر أسول من التجمعات السكنية الجبلية التي تدخل ضمن المجال الترابي لإقليم الرشيدية بجهة درعة تافيلالت، لا يبعد عن مدينة الريش إلا بحوالي 75 كلم .تتميز المنطقة التي يوجد بها بطابعها الجبلي، حيث تحيط به جبال بادو التي تغطي قممها الثلوج طيلة فصل الشتاء، مما يجعلها تضمن جريان المياه من بعض العيون التي تغذي الأودية المخترقة لذلك المجال، كواد غريس الذي ينحدر من جبال امُوگرْن. أما بالنسبة لمناخ المنطقة، فهو حار صيفا وبارد شتاء.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 99 من مجلتكم «زمان»