يذكر المؤرخ محمد داود في موسوعته عن القائد محمد أشعاش الذي كان قائما على أمور تطوان في القرن التاسع عشر. ويقول عنه: “يحكى أن بعضهم مر ليلا بباب غرسة بالموضع المعروف بعين الخباز في طريق واد السوير، فوجد عدة من النساء يلعبن بباب الغرسة على ضوء القمر. فقال لهن ألا تخشين أحدا في الليل، فقلن له: بارك الله في عمر القائد محمد أشعاش الذي أسدل على مدينتنا رداء الأمن. فلما دخل البلد من الغد، ذهب إليه ليبشر بهذه النعمة العظمى، فقال له: ما لك وما لهن، ولم شوشت عليهن وكلمتهن. ثم ضربه وسجنه. وهكذا كان شأنه حتى لم يبق بإيالته من تحدثه نفسه بسوء، ويرجى له من فضل الله على ذلك الثواب الجزيل (…)
وكان محافظا على أبهة المخزن غاية المحافظة، وله غيرة كبيرة عليها حتى لا يدع أحدا من الناس يتشبه برجال المخزن، لا في اللباس ولا في المركب ولا في غير ذلك. وقد رأى بعض الناس، يوما، راكبا على بغلة مسرجة، فأنزله عن ظهرها وضربه، وكان إذا ركب، يركب في موكب كبير يتقدمه المخازنية، أربعة فأربعة، ثم مقدمو الحومات، والكل بعمامة كبيرة وكسوة حسنة وسلهام ومجنح، وهو في آخر الموكب راكبا على دابة فارهة مسرجة على هيئة تؤثر الهيبة في قلب كل من يراه”.
من كتاب “تاريخ تطوان” لمحمد داود / المجلد 3.