حفل التاريخ المغربي، على مر العصور، بمحاكمات شهيرة، تعددت هوية وطبيعة الفاعلين فيها، وانتهت، في الغالب، بإعدام المحكومين، أو السجن لسنوات طوال.
يحاول الملف، الذي تضعه مجلة “زمان” بين يديكم، التأريخ لأبرز المحاكمات، وإن كان من الصعب الحديث في مراحل تاريخية سابقة عن محاكمات بالمعنى الكلاسيكي الذي نعرفه اليوم، أي بوجود قاض ودفاع وحكم صادر. ذلك أن أسس الأنظمة القضائية، في عصور سابقة، لم تكن قد ترسخت بعد. لكن بعض هذه القضايا تستحق أن تصنف كمحاكمات معنوية أو رمزية، لأنها كانت تستهدف فكرا أو رأيا أو موقفا ودفعت ببعض أصحابها إلى السجن أو الموت أو مصادرة الصوت. فقد دفع فقهاء المالكية في الأندلس، مثلا، السلطة المرابطية إلى أن تأمر بإحراق كتاب “الإحياء” بدعوى أن الكتاب يضر بالمسلمين. كما وجد ابن رشد نفسه وجها لوجه أمام فقهاء فألبوا ضده السلطة. يستحضر الملف، أيضا، محاكمات تعرض علماء الدين وفقهاء سواء بسبب معارضتهم للمشاريع السياسية للسلطة، أو لتخوف هذه الأخيرة من تأليب الناس ضدها… وفي معظم هذه الحالات، تبنت السلطة خيار القمع والتأديب لإخراس هذه الأصوات، كما فعلت مع كل من الفقيه عبد السلام جسوس ومحمد الكتاني. في السياق ذاته، لم تنظر الدولة بعين الرضا إلى ظهور الطريقة الدرقاوية التي رأت النور في تطوان، فعمل على محاربتها وسجن أكبر رجالاتها…
كما يتطرق الملف، كذلك، إلى موضوع “المحميين” ومحاكماتهم، من خلال مثال قضية عبد السلام لحلو التي مثلت نموذجا للصراع مع القوى الأجنبية حول ظاهرة المحميين…
بعرج الملف، في الأخير، على أبرز المحاكمات التي عاشها المغرب غداة استقلاله وإلى غاية العقد الأخير من القرن العشرين.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 54 من مجلتكم «زمان»