آمن المغاربة، منذ القدم، بمعتقدات صاحبتها ممارسات خرافية، ما يزال بعضها ممارسا حتى اليوم.
ارتبطت المعتقدات وما رافقها من “خرافات” عبر التاريخ بهموم وآمال الشعوب والمجتمعات التي ظهرت بها، وبالوسط الطبيعي الذي عاشوا به وبنمط عيشهم وبحياتهم اليومية، وشكلت لاحما روحيا وثقافيا لهم. كما ارتبطت، إلى حد بعيد، بتطور بالمستوى الذهني والفكري الذي وصلته هذه المجتمعات، فهي تزداد ابتعادا عما يصدقه العقل ويقبله المنطق كلما تدنى هذا المستوى. ورغم ذلك، فإنها تبقى بالنسبة للمؤمنين بها حقائق لا غبار عليها.
معتقدات البسطاء وأفراد القبائل
يظهر أن ساكنة المغرب آمنت منذ القدم بوجود الأرواح ووقعها على حياتها اليومية إن خيرا أو شرا، مما دفعها إلى التوجه نحو هذه الأرواح تيمنا وخوفا عبر طقوس وممارسات متعددة، وما زالت إلى يومنا هذا تفعل ذلك رغم التقدم العلمي والطبي حيث نجد من يذهب إلى الأضرحة أو المغارات والمنابع المقدسة للبحث عن علاج للآلام وإبعاد التأثيرات السيئة أو إبطال سحر وقع تحت شر مفعوله، أو يستغل بعض المناسبات السنوية للقيام بطقوس وتوجيه أدعية لجلب الخير وفك النحس وإبعاده عنه. ورغم صعوبة الوقوف على صيرورة تطور هذه المعتقدات وما صاحبها من طقوس وخرافات بالمغرب قديما، مقارنة مع شعوب متوسطية أخرى مثل الرومان والإغريق، نظرا لكونها لم تحظ بنفس الاهتمام ووسائل التعبير التي حظيت به معتقدات هذين الشعبين، أضف إلى ذلك سيادة الرواية الشفوية بدل الكتابة في حفظ الذاكرة لدى المغاربة.
عبد العزيز أكَرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»