شكل اليهود والموريسكيون والسود والعلوج، دائما، أقلية في تاريخ المغرب. لكنهم تمتعوا، في مراحل متفرقة، بنفوذ جعلهم طرفا في الحكم.
فيما تفيد مصادر تاريخية أن اليهود اضطلعوا بدور عسكري في جيش إدريس الأول، تشير أخرى إلى أن السلطان المرابطي، يوسف بن تاشفين، سعى عندما كان بصدد الاستعداد للعبور إلى الأندلس، إلى «تكوين جيش رديف منهم، بقيادة عمر بن ديان». بعد ذلك، تفيد المصادر أن دورهم تقلص في عصر الموحدين، غير أنه مع وصول المرينيين إلى سدة الحكم، أضحى لليهود مكانة أكبر في الدولة أكبر مما كان عليه الأمر في العهود السالفة، حتى اعتبرت فترة حكمهم “فترة يهودية بامتياز“، إذ اضطلع أغنياؤهم وعليتهم بأدوار سياسية في الدولة المرينية، بل تقلد عدد منهم مهاما سفارية رسمية إلى الممالك النصرانية نتيجة تمكنهم من لغاتها بحكم ممارستهم للتجارة فيها، وكذا لوجود أبناء جلدتهم في مراكز القرار بها.
كما ضمت النخب المخزنية، على امتداد قرون، نسبة معتبرة من الموريسكيين، الذين تولى عدد منهم مناصب رفيعة في الجيش والإدارة في المغرب، وأبلوا البلاء الحسن في الجهاد البحري ضد الغزو الإيبيري للثغور المغربية، غير أن تميزهم الكبير كان في العمل الدبلوماسي.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»