تنصب اهتمامات المؤرخ الأمريكي إريك كالدروود على التاريخ المشترك للمغاربة مع إسبانيا، وبشكل عام العالم المتوسطي الذي يجمع شمال إفريقيا والضفة الإيبيرية .وقد ألف، في هذا الصدد، العديد من الكتب التي ترجمت إلى العربية ولغات أخرى، ولقيت إقبالا واسعا .لكن في أطروحته التي أنجزها بجامعة هارفارد عن المغرب، ركز بالأساس على مدى ارتباط المغاربة بتاريخ الأندلس وحضورها اليوم في مخيالهم الجمعي .وقد بنى نظريته على التحولات التي طرأت بالمغرب إبان استعماره، حيث التقت تصورات الحركة الوطنية مع الخطاب الاستعماري الإسباني بالخصوص. في هذا الحوار الغني، يحدثنا المؤرخ عن بداياته الأولى وارتباطه المبكر بالمغرب، وسبب تعلمه اللغة العربية التي فتحت له آفاقا لإدراك التاريخ الحضاري للأندلس ولإسبانيا، كما يوضح لنا فلسفة الاستشراق والاستعراب وعلاقتها بشمال إفريقيا، بالإضافة إلى الارتباط الوثيق للوطنيين المغاربة بالهوية الأندلسية وسبب إهمالهم للهوية الأمازيغية، ناهيك عن تشريحه للعديد من القضايا الثقافية والأدبية والتاريخية بالمغرب.
في البداية، كيف تعرف نفسك لقراء المجلة؟
اسمي إريك كالدروود، من الولايات المتحدة الأمريكية، أصولي من بوستن حيث ولدت ونشأت. درست بجامعة هارفارد، وحصلت منها على شهادة الدكتوراه في سنة .2011 بعدها اشتغلت بجامعة ميشيغان سنتين. وفي السنوات العشر الأخيرة، اشتغلت أستاذا للأدب المقارن بجامعة إلينوي، كما درّست أيضا في قسم التاريخ وقسم الدراسات الإسبانية، وكذلك بقسم الدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط. أركز في محاضراتي بالجامعة، بشكل عام، على تدريس الطلبة تاريخ العالم المتوسطي وثقافته. وبشكل خاص، فأنا مهتم بالتواصل الثقافي والتاريخ المشترك بين شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا.
كيف أصبحت مهتما بالمغرب بالخصوص؟
إنها قصة طويلة؛ ويمكن أن ألخصها بأنني قدمت إلى المغرب من خلال الأندلس، وقدمت إلى اللغة العربية من خلال الإسبانية، لأن اتصالي الأول كان مع إسبانيا؛ فعندما كنت في الثامنة عشر من عمري، ما بين المرحلة الثانوية والجامعية، حصلت على منحة لاستكمال دراستي بإسبانيا لأنني كنت أتقن الإسبانية بشكل جيد. فبالنسبة لأبناء جيلي، كانت الإسبانية هي لغتنا الثانية بالمدرسة الابتدائية. حصلت على المنحة من الحكومة الإسبانية لدراسة الفلامينكو، فاتجهت إلى إشبيلية سنة .1999 كانت زيارتي الأولى، وكنت مندهشا بالتأثير الكبير للأندلس على المدينة، من حيث العمارة والموسيقى. هكذا بدأت الأندلس تثير اهتمامي، وبدأت أدرك مدى جمالها وحضارتها وكل شيء حولها.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 124 من مجلتكم «زمان»