يشترك إسلاميو المغرب ونظراؤهم التونسيون في الكثير من المنطلقات الإديولوجية وفي عدد من التصورات والمواقف التي تميزهم عن باقي التيارات الإسلامية، وعن الحركة الأم ”الإخوان المسلمون”، حتى وإن فرقت بينهم أحداث عابرة.
لا يمكن الحديث عن المشهد السياسي، سواء بالمغرب أو تونس، دون استحضار الدور الذي اضطلعت به حركات الإسلام السياسي بالبلدين معا، وبالأخص حزب النهضة وحركته الدعوية، وحزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي “التوحيد والإصلاح“، باعتبار ما قاما به من دور في تأثيث هذا المشهد، وباعتبار ما يجمع بينهما من مشتركات تاريخية وإيديولوجية، وتسويقهما معا كنموذجين لـ“الإسلام المعتدل“ في المنطقة. فما هي أوجه الاتفاق والافتراق بين الحركتين؟ وما هي الذهنية المشتركة بينهما؟ وما هي مظاهر التأثير والتأثر خلال مساراتهما الحركية والسياسية؟ وكيف دبرا علاقتهما بالحركة الأم “الإخوان المسلمين“؟
تأسست حركة “النهضة“ بتونس سنة 1972 بشكل سري تحت مسمى “الجماعة الإسلامية“، وهو الاسم نفسه الذي اختارته بالمغرب الجماعة المنشقة عن تنظيم “الشبيبة الإسلامية“ عام 1981، والتي ستكون النواة الأولى لحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية. شارك في تأسيس التنظيم التونسي عدد من الجامعيين والحقوقيين من أبرزهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو، وتركز نشاطها في البداية على المجالات الفكرية، وممارسة الوعظ بالمساجد، وتحفيظ القرآن الكريم، قبل أن تقرر سنة 1981 الخروج من السرية إلى العلن، وتغيير اسم الجماعة من “الجماعة الإسلامية“ إلى “الاتجاه الإسلامي“، والتقدم بطلب الترخيص القانوني.
قوبل طلب الجماعة بالرفض، وتعرضت الحركة للتضييق والقمع من طرف نظام بورقيبة، وقُدم أبرز قياداتها للمحاكمة، قبل الإفراج عنهم وسط الثمانينات، بتدخل وقتها من طرف الوزير الأول محمد مزالي، والذي سعى لتلطيف الأجواء بين الحركة والنظام، وهو ما لم يستمر طويلا، إذ عاد التوتر والتأزم بعد إقالة مزالي عام .1986
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»