شكلت البيوتات الحضرية، في العصر الوسيط، علامة على عراقة النسب والرفه الاجتماعي، وتسابق أصحابها في إحاطتها بكل عناصر التميز.
الحديث عن البيوتات الحضرية في مغرب العصر الوسيط، ضمنيا هو حديث عن “نخب” كانت لها مكانتها الاعتبارية في مجتمع الحواضر لاسيما الكبرى أو المستبحرة العمران بالتعبير الخلدوني. و«البيت هو ما كانت له سابقة ولاحقة». تعني السابقة ما سلف من شرف الآباء، وتفيد اللاحقة شرف الأبناء. إذا تتبعنا كتاب “بيوتات فاس الكبرى”، يمكن تقسيم أصول البيوتات الحضرية في مغرب العصر الوسيط عامة والفاسية منها خصوصا إلى أمازيغية وعربية وعربية-شريفة وأخرى من أعراق مختلفة وخامسة لم يفصح صاحب المؤلف عن أصولها إلا ما سهل تصنيفه منها بالنظر إلى أصولها القبلية. فمن الصنف الأول بيوتات بني المزدعي، وبني الأوربي، وبني المكودي، وبني المغيلي، وبني المصمودي، وبني الزواوي، وبني الزرهوني، وبني الغازي، وبني الجزولي، وبني القباب، وبني المليلي، وبني شيبون، وبني الملياني، وبني الغماري، وبني أبي مدين، وبني الورياغلي، وبني السكاك، وبني يزناسن، وبني أبي العافية… ومن الصنف الثاني بيوتات بني الملجوم، وبني عشرين، وبني اللواتي، وبني بكّار، وبني يسكر، وبني أبي حاج، وبني السلالجي، وبني لبابة، وبني القوري، وبني الغرديس، وبني رضوان، وبني السراج… ومن الصنف الثالث بيت الشرفاء الصقليين أو الطاهريين… ومن الصنف الرابع بيت بني ملولة ذوي الأصول الفارسية. ومن الصنف الخامس بيوتات بني أبي منديل، وبني صوال، وبني زنوبة، وبني وشون، وبني زنبق، وبني جشّار، وبني المسونيين… ويظهر، من خلال تتبع أعداد البيوتات بمختلف أصنافها، أن أغلبها كانت تنحدر من أصول أمازيغية، وقد استوطنت مدن فاس وتازة ومكناسة خاصة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة الملف تجدونها في العدد 36 من مجلتكم «زمان»