تقع دول الخليج بعيدا عن المغرب، بيد أن التاريخ القريب جمع ما فرقته الجغرافيا. تظافرت عوامل متعددة لتجعل المغرب قريبا من تلك الدول. فما خصوصية هذا التقارب؟ وما تأثيره على الأوضاع المغربية؟
دعي المغرب، مع الأردن، إلى الانضمام لمجلس التعاون الخليجي في سياق التقلبات التي هزت العالم العربي سنة 2011. جاء النبأ مفاجئا بالنظر لبعد المغرب بآلاف الكيلومترات عن شبه الجزيرة العربية، كما جاء مفاجئا حصوله على وضع متقدم في علاقته مع الاتحاد الأوربي، فضلا عن انخراطه في محاولة وحدة مع جيرانه المغاربيين. بيد أن الخبر لم يكن مفاجئا بالنظر للتقارب التاريخي بين المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا منها المملكة العربية السعودية. كأن هذه الوحدة كانت قائمة بالقوة، لتأتي الدعوة لتحقيقها بالفعل. فمنذ نشأة الدول الخليجية في القرن الماضي، والمغرب مرتبط بها بصلات وثيقة، ازدادت أهمية مع بزوغ فجر العصر الخليجي، في أعقاب هزيمة النظام الناصري سنة 1967، وطفرة النفط التي رفعت السعودية، وجيرانها الخليجيين، إلى مستوى قوة إقليمية مؤثرة. لم يلبي المغرب، ولا الأردن، دعوة الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي دون أن يغير ذلك شيئا في جوهر علاقات المملكة مع دوله، إذ لم يتردد المغرب في الوقوف بجانب حلفائه الخليجيين دبلوماسيا وعسكريا في أزمات المنطقة. من جهتها، لم تتردد دول الخليج في الوفاء بوعود الدعم المالي للمغرب، خلال الظروف الصعبة التي تلت أحداث سنة 2011، وذلك بغض النظر عن ارتباط هذا الدعم بالخلافات بين دول الخليج حول الربيع العربي وما تلاه. تلك الخلافات التي فجرت الأزمة الحالية في المنطقة، والتي حرص المغرب على أخذ مسافة منها، مفضلا الاستمرار في الحفاظ على ارتباطه الاستراتيجي بدول الخليج دون التورط في نزاعاتها الإقليمية. فما السر في خصوصية العلاقات المغربية الخليجية؟ وكيف قارب التاريخ الراهن بين هذين العالمين المتباعدين جغرافيا؟ وكيف تأثر المغرب، سياسيا وثقافيا، بهذا التقارب؟
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»