حاربوا ضد إخوانهم الريفيين، تحت علم لم يسبق أن رأوه، وساعدوا فرانكو في ربح الحرب الأهلية. غير أن التاريخ أسقط هذه النخبة من الجنود المغاربة من الذاكرة الجماعية للإسبان، في الوقت الذي لم تشملهم مدريد بأي اعتراف.
خاض مغاربة، إلى جانب قوات فرانسيسكو فرانكو باهاموندي، حروبا وانتصروا، غير أنهم أصبحوا غير محبوبين ومنبوذين. بل إن التاريخ تعامل مع أولئك الجنود الرائعين بطريقة ظالمة، حين وصفهم الكثير من الإخباريين الإسبان المعاصرين بـ”المرتزقة”، والحال أنهم لم يفعلوا شيئا سوى المحاربة بفعالية لا تصدق، كما فعل إخوانهم في الوطن والدين من منطقة الحماية الفرنسية. الآن، ما يزال المغاربة النظاميون في الجيش الإسباني ينتظرون الاعتراف الذي كانوا يتمتعون به على عهد فرانكو، حين كانت صور الزعيم تزين جدران مقرات الإدارات الإسبانية.
في عام 2011، احتفلت هيئة المجموعات النظامية الأهلية بإسبانيا بمرور مائة عام عن تأسيسها. وإذا كانت مضاعفات الأزمة الاقتصادية قد خيمت على أجواء الاحتفالات في إسبانيا، فإن ذكرى التأسيس في شمال المغرب، الذي عرف ميلاد هيئة النخبة تلك، مرت مرور الكرام. بل إن العدد القليل، الذي ما يزال على قيد الحياة وكان ضمن تلك الهيئة التي تستحق أكبر الثناءات العسكرية، لم يعد يخطر بباله شيء.
التاريخ يعيد نفسه
رأت أول مجموعة نظامية النور في عام 1911. وانبنت الفكرة حول إدماج الأهالي قصد تحرير الإسبانيين من عبء خوض الحرب في المغرب. وكانت أول وحدة تتكون من طابور، يضم كتيبة للمشاة من أربعة فيالق فضلا عن سرب من الخيالة. كانت هذه الوحدة تخضع للقيادة العامة في مليلية. كان كل جنود هذه الهيئة ريفيين باستثناء الضباط الذين كانوا إسبانيين. وبعد التوقيع على معاهدة الحماية، في عام 1912، أضافت إسبانيا طابورين اثنين من المشاة، وطابورا آخر من الخيالة، مشكلة بذلك جيشا صغيرا من الأهالي.
عدنان السبتي
تتمة المقال تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»