احتفل الشيوعيون، عبر العالم، في 7 نونبر الماضي بمرور مائة سنة على الثورة الروسية التي غيرت مجرى التاريخ في القرن الماضي، ولم يخل المغرب من تأثيرها. فكيف ولدت الشيوعية المغربية؟
توقع الماركسيون، وسعوا، لتحقيق الثورة العمالية المنشودة في بلد صناعي يعيش الثورة البورجوازية الرأسمالية، ويكون مؤهلا بذلك لتجاوزها. لكن الظروف جعلت هذه الثورة العمالية تقوم في بلد آخر هو روسيا القيصرية، حيث استلم البلاشفة زمام المبادرة في نونبر من سنة 1917 الموافق لأكتوبر حسب التقويم الروسي القديم. وانطلق بذلك فصل جديد من الثورة التي كانت قد اندلعت فعليا قبل ذلك ببضعة أشهر. لم تمض سوى سنوات قليلة حتى استطاع الشيوعيون الروس تثبيت النظام الجديد والانتصار على قوى الثورة المضادة، ومن ثمة بناء نواة ما سيصبح قوة عظمى تتقاسم مع الولايات المتحدة، التأثير ومواقع النفوذ عبر العالم. كما منح انتصار الشيوعيين في الثورة الروسية نفسا قويا لانتشار هذه الفكرة وسيادتها، في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة وقد جعلت من الاستعمار نقيضا لها. ولعل من المفارقات، في هذا الصدد، أن الفكر الشيوعي لم يتسرب إلى المغرب إلا عن طريق الشيوعيين المعمرين الفرنسيين والاسبان. ولا يبدو أن المغاربة تأثروا مباشرة، بأحداث الثورة الروسية، أو أن ظروف البلاد في 1917 كانت تسمح بالانفتاح على هذا التحول التاريخي في العالم.
في ركاب الصناعة الاستعمارية
يتوقف إسماعيل العلوي، الأكاديمي والزعيم السابق لحزب التقدم والاشتراكية، عند اللحظات المؤسسة للشيوعية في المغرب، في مؤلفه الموسوم بـ”النضال الديمقراطي في المغرب رهانات الماضي وأسئلة الحاضر”. في صدارة هذه العوامل، يستحضر العلوي ظاهرة الصناعة العصرية وما ارتبط بها من بروز فئة العمال. معلوم أن هذه “البروليتاريا”، حسب التعبير الماركسي.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»