تعتبر “الملعبة” أقدم نص بالدارجة المغربية. كتبها شاعر بالزجل يصف فيها حركة السلطان أبي الحسن المريني إلى إفريقية، تونس حاليا. والمثير أنها تضمنت معجما شبه كامل لأنواع من الضرائب المفروضة آنذاك.
جلي أن الدول عندما تستقر لها الأمور تتبع سياسة اقتصادية معينة. وعليه، لا يمكن إغفال مدى أهمية الضرائب الشرعية أو الوضعية في تركيز تلك السياسة، حيث أن الجبايات شكلت رافدا ماليا كبيرا للنظام القائم يُستخلص من الرعية، ويصب مباشرة في خزائنه وبيت ماله.
وإذا نظرنا إلى أسماء تلك الضرائب واستعرضناها، نفاجأ بكثرتها وتنوعها من فترة إلى أخرى، واختلاف معانيها التي تتسم في بعض الأحيان بالإبهام. الحق أن مشكل المفاهيم الضرائبية في مغرب العصر الوسيط يعتبر أحد أكبر الإشكاليات التي تواجه الباحثين في تاريخ الفترة، ويستشف ذلك من الدلالات الواسعة لبعض المصطلحات مثل «مغرم» أو «مكس» أو «إتاوة»، التي تنفتح على العديد من تأويلات. بالإضافة إلى تنوع تلك المفاهيم، يحرمنا إخباريو الحقبة الوسيطية من تفصيل القول عن تلك الجبايات وأسمائها، ولماذا فرضت؟ وعلى أي شيء فرضت؟ وفي أي فترة من السنة كان يتم تحصيلها؟.
والملاحظ أن تعدد أنواع الضرائب، وتكرار بعض أسمائها بذلك الطابع المبهم، لم تكن خاصية مميزة لفترة حكم دولة دون غيرها، بل هي سمة عامة للعصر الوسيط، مع اختلاف بسيط في اختفاء بعض التسميات من عصر إلى آخر، أو بروز أسماء جبايات جديدة، يحتمل أن جدتها تكمن في اللفظ اللغوي لا في شقها التطبيقي.
عبد الرحمان أمل
تتمة المقال تجدونها في العدد 43 من مجلتكم «زمان»