زارت بعثة هولندية المغرب في مطلع خريف ،1640وكان ضمنها مؤرخ ورسام وثق تلك الرحلة بالكتابة، وأيضا من خلال رسمه للناس ولمدينة مراكش، جعلت من جاؤوا بعده يستوحون رسوماته.
في عام ،1605 أرسل مسؤولو جمهورية الأقاليم المتحدة مبعوثا إلى المغرب. وفي رسالة موجهة إلى “إمبراطور المغرب العظيم“، أحاطوه علما بصراعهم مع إسبانيا، وسألوا عما إذا كان بإمكان السفن الهولندية أن تجد ملاذا في الموانئ المغربية في حال تعرضها لهجوم إسباني. لكن بسبب حرب الخلافة في الإيالة الشريفة، لم تؤد المحادثات إلى اتفاق رسمي إلا في عام ،1610 الأول من نوعه بين دولة أوربية ودولة لا تعتنق المسيحية… في السنوات التي تلت ذلك، تكثفت الاتصالات وتطورت بين البلدين. وعندما بدأ قراصنة سلا يتصرفون مثل جمهورية مستقلة، وجد الهولنديون حليفا في شخصية أميرال أسطول سلا: مراد الرايس، الملقب يان يانز دو هارلم، وهو قرصان هولندي سابق اعتنق الإسلام. في شتنبر ،1640 تم إرسال السفير فان ليدركيرك، على متن قاربه جيلديرلاند، إلى مراكش لتسوية بعض الأعمال. ضم وفد السفير أيضا ليزبيث يان يانز دو هارلم، ابنة مراد الرايس، والرسام أدريان ماثام الذي قدم تقريرا عن الرحلة، بالإضافة إلى عدد من النقوش الثمينة.
أبحر القارب في الأول من شتنبر عام 1640 من ميناء تيكسل في شمال هولندا ليرسو في 10 دجنبر أمام مدينة سلا. تبادل طاقم القارب التحية مع المشرفين على القصبة لكن الرياح منعت أي هبوط. أمام ذلك، رفع جيلديرلاند المرساة، ووصل عشية عيد الميلاد إلى ميناء أسفي. خصصت الأيام الأولى للحديث عن كيفية وصول التموين .قدم عامل أسفي شاتين وبعض الدجاج والخضروات الطازجة والخبز. في الأيام التالية، استمر التموين، وقدم العامل عجلين وعددا قليلا من الحجل وجديا ودجاجا والمزيد من الخبز.
هيرمان أوبداين
تتمة المقال تجدونها في العدد 105 من مجلتكم «زمان»