دفعت ظروف قاهرة الملك الحسن الثاني إلى منع المغاربة من شعيرة الذبح يوم عيد الأضحى، ثلاث مرات؛ الأولى في 1963بسبب حرب الرمال والجزائر، والثانية والثالثة بسبب تداعيات الجفاف في عامي 1981 و1995. لكن البعض كان له رأي آخر…
توقع الكثير خلال السنتين الماضيتين، مع تداعيات وباء كورونا، إلغاء شعيرة الذبح يوم عيد الأضحى، خصوصا وأن الازدحام الذي عرفته الأسواق السنة الأولى من الوباء أدى لمزيد من حالات الإصابة بالعدوى. ورغم أن السلطات المعنية لم تقم بإلغاء الشعيرة، إلا أن تلك الأجواء ذكرت المغاربة بالسنوات التي قرر فيها الملك الحسن الثاني منع التضحية يوم العيد، ولا يعلم الكثير أن هذا المنع كان ثلاث مرات وفي سياقات مختلفة. فهل كان لهذا الإلغاء سابقة في تاريخ المغرب؟ وما هي سياقات منع الأضحية على عهد الملك الحسن الثاني؟ وكيف استقبل المغاربة قرار المنع؟ وما هي أشهر صور التمرد عليه؟
لا يعلم في تاريخ المغرب المدون أي حادثة سابقة قبل الملك الحسن الثاني لقيام السلطان بإلغاء شعيرة الأضحى، حتى سنوات الوباء والجفاف الكثيرة التي عرفها المغرب عبر تاريخه لا يعلم لهذه المنع مثيل، ولا كانت نازلة تناولها الفقهاء ودونها المؤرخون، وربما ذلك يعود لأسباب ثلاثة، أولها أن مثل هذه القرارات لم تكن لتتجاوز المركز، بسبب صعوبة نقل الخبر، و استحالة إبلاغ كل المناطق التابعة للدولة بمثل هذا القرار، خصوصا مع تغير أحوال الطقس، وصعوبة التنقل عندما يتعلق الأمر بظروف مناخية صعبة، كزمن سقوط الأمطار والثلوج التي تجعل التنقل صعبا، أو زمن الاضطرابات الأمنية، فيتعذر إبلاغ الخبر لكل القبائل والمناطق.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 105 من مجلتكم «زمان»