وجه الملك محمد السادس، يوم أمس الاثنين بالرباط، رسالة إلى المشاركين في الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، تلاها نيابة عنه، الأمين العام للحكومة، محمد حجوي.
وأعلن الملك في رسالته، عن إحداث مركز للتراث الثقافي غير المادي، مهمته القيام بعمليات الجرد المنهجي للتراث الوطني في مختلف مناطق المملكة، وإنجاز قاعدة بيانات خاصة بذلك، وتنظيم تكوينات أكاديمية لتقوية قدرات الممارسين لتنفيذ تدابير الصون، بالإضافة إلى تتبع نجاعة الآليات المعتمدة للحفاظ على العناصر المغربية المدرجة على قوائم التراث العالمي، وكذا إعداد ملفات الترشيحات الخاصة بالبلاد.
وركز الملك، في رسالته، على ضرورة الحفاظ على التراث غير المادي الذي تتوفر عليه الدول، مشيرا إلى أن المملكة بدورها تحرص على النهوض بأهداف هاته الاتفاقية، منذ المصادقة عليها في يوليوز 2006، حيث تتوفر إلى حدود اليوم، على أحد عشرا عنصرا مسجلا بقائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي لليونسكو. وآخرها فن التبوريدة الذي تم تسجيله السنة الفارطة.
كما أكد الملك، على التزام المغرب بالتوقيع على جميع الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف اليونسكو في مجال التراث، مضيفا: “كما شاركت بلادنا في مختلف البرامج المرتبطة بالمحافظة على التراث، وساهمت في صندوق التراث الثقافي غير المادي”.
وانتهز الملك، الفرصة، للإشادة بالجهود التي تبذلها أودري أزولاي، المدير العامة لليونسكو، معربا عن دورها في تعزيز مهمة المنظمة في إرساء التفاهم بين الشعوب والثقافات. من جهتها، أشادت أزولاي، في كلمتها خلال هذا الملتقى، بالمنجزات المغربية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي.
وقالت المسؤولة في هذا الصدد إنه “عندما نتحدث اليوم عن التراث، فإننا لم نعد نفكر فقط في المآثر والمواقع الطبيعية”، لكن أيضا في هذا التراث الأساسي الآخر، وهو تراث التقاليد والاحتفالات والطقوس التي تنتقل من جيل إلى آخر، والتي تتمظهر في الممارسات الاجتماعية.
وستتواصل هاته الدورة إلى غاية 3 دجنبر المقبل، وستدرس اللجنة خلال هاته الدورة التي تترأسها المملكة، 56 طلب إدراج في قوائم التراث الثقافي غير المادي، منهم 46 طلبا للإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وأربع طلبات للإدراج في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وخمس مقترحات للإدراج في سجل الممارسات الجيدة للحفاظ على التراث.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بحضور أندري أزولاي، مستشار الملك، والمهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، وسمير الدهر، السفير الممثل الدائم للمغرب لدي يونيسكو. وتم اختيار العاصمة الرباط، التي تم تصنيفها تراثا عالميا من طرف اليونسكو سنة 2012، لاحتضان أشغال هذا الملتقى، لكونها عاصمة الثقافة الإفريقية، وللثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2022
أي نتيجة
View All Result