يحيل الجسد، باعتباره أداة لتعريف الفرد، بشكل أو بآخر على مفهوم الهوية، أو بعبارة أدق على الهوية الخارجية التي يراد لها أن تكون واجهة الإنسان على الآخرين. فالإنسان هو جسده، يتجلى في الجسد وعبره.
بين الجسد كمعطى طبيعي محض، والجسد وقد تغلف بثقافة محيطه الخاصة، والجسد وقد تجلى في إشارات في منتهى الفردية، يمكن استقصاء سيرورة بنائه ومتحولاته، وكيف أصبح مركز البناء الثقافي والهوياتي. وباعتبار الجلد هو المعلم السطحي للجسد الإنساني، فقد كان للفعل الثقافي الأثر البارز عليه، فالوشوم الظاهرة على الجسد لم تمثل تجسيدا للثقافة فحسب، بل جعلت من الفرد حاملا لها ومحافظا عليها في الآن نفسه. من هنا، يمكن اعتبار أن الجسد بوشومه يمثل ذاكرة نشيطة وخزانا للهوية العميقة للمجتمع على هذا الأساس، سنفرد هذه المقالة للتساؤل، ومحاولة فهم العلاقات الممكنة بين الجسد الموشوم والهوية.
تتمة المقال في العدد 17 من مجلة «زمان»
أمينة بطاوي