تتوالى أنباء الشباب المغاربة ضحايا “الجهاد” في سوريا منذ حوالي سنتين. سيناريو شبيه بما عاشه أسلافهم قبل أكثر من 30 سنة في أفغانستان. كيف نشأت ظاهرة الجهاد المغربي في الخارج؟ وكيف تطورت لتنشأ عنها أعمال إرهابية؟
لم يكن سن محمد عبد الوهاب الرفيقي (أبو حفص) يتجاوز بعد 13 سنة عندما ألقى أول محاضرة في حياته، خلال نشاط مدرسي في إعدادية عبد السلام بن مشيش بمدينة فاس، حول موضوع الجهاد الأفغاني سنة 1986. لم تكن الفضائيات ولا الأنترنت قد ظهرت بعد حينئذ، لكن ذلك لم يمنع خطاب التعبئة حول قضية الغزو السوفياتي لأفغانستان من أن ينفذ إلى قلوب الأطفال قبل الشباب في المساجد والمدارس وبعض فضاءات الأنشطة العمومية المنظمة لهذا الغرض. حفزت إيديولوجيا الجهاد مغاربة لشد الرحال نحو بلد بعيد جغرافيا وثقافيا عنهم هو أفغانستان، كما هو الشأن حاليا في سوريا حيث يحارب مئات الشباب المغاربة للإطاحة بنظام يعتبرونه “كافرا”. بالنسبة لجهاديي الأمس كما اليوم، الانتماء للوطن أدنى من الانتماء لفضاء المسلمين السنة أينما وجدوا.
“كنت أواظب على مطالعة مجلة “الجهاد” التي كان يصدرها عبد لله عزام، شيخ المجاهدين العرب في أفغانستان، من بيشاور. كانت جد مؤثرة ومحمسة، خصوصا ذلك المقال الذي ما زلت أتذكره، والذي كتبه عزام حول كرامات مغربي قتل أثناء القتال في أفغانستان كان يدعى يوسف ويتحدر من مدينة فاس وينتمي لـ”الجماعة الإسلامية” التي كان يتزعمها عبد الإله بنكيران حينئذ. لم تكن تلك صلتنا الوحيدة بالفكر الجهادي في أفغانستان، فعلماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها كانوا ملتفين حول هذا الموضوع”، يتذكر أبو حفص اليوم.
اسماعيل بلاوعلي
التتمة في العدد رقم 5 من زمان