في حوار سابق للقيادي الاتحادي ووزير الثقافة الأسبق في حكومة التناوب، تحدث محمد الأشعري لمجلة “زمان”، عن عودة الفقيه البصري من منفاه في تسعينات القرن الماضي، وكيف أثر ذلك على قيادة الحزب وكذلك على صحافته.
سؤال: يقال أن عودة الفقيه البصري أحدث أزمة داخل الحزب الاشتراكي، كيف ذلك؟
بكل تأكيد إن دخول الفقيه البصري في الظروف التي وقعت وبالمواكبة السياسية والإعلامية التي صاحبته، كان نوعا من الخلخلة لحياة الحزب الداخلية. لكن يجب ألا ننسى، لفهم ما حصل، أن الحزب حتى وهو يقدر الفقيه البصري كمقاوم واتحادي بارز، فإنه لم يكن يحتفظ له بانجذاب خاص، نظرا للتجربة التي كانت له في تنظيم الخارج. وقد وجد كثير من الاتحاديين آنذاك أن عودة البصري حتى وإن كانت محمودة ومطلوبة، فإنها ليست تعبيرا عن قوة المستقبل بل عن قوة الماضي، لذلك لمسنا ردود فعل متناقضة؛ فمن جهة حشد اليوسفي كثيرا من القوى لاستقبال الفقيه البصري وكأنه يضع نقطة نهاية لمرحلة طويلة للنفي السياسي ولمصادرة الحريات. لكن من جهة، أخرى تحفظ كثير من المناضلين على إعطاء كل تلك الأهمية لعودة الفقيه.
وماذا عن تأثير عودته على جريدة الاتحاد الاشتراكي، مما أدى إلى خروج محمد البريني.. وقيل حينها أن الجريدة أضحت تخضع لإملاءات الحزب وليس للخط المهني الصحافي ؟
عموما أعتبر أن الجريدة قد تعرضت لنوع من الأضرار الجانية نتيجة عودته، فمحمد البريني كان يريد الإبقاء على الجريدة في نوع من “التعامل المهني” مع عودة الفقيه والابتعاد عن الانفعالات العاطفية المبالغ فيها بهذه المناسبة. وكان أعضاء من المكتب السياسي يحاولون جر الجريدة الى عكس ذلك. هذا الموقف المتباين جعل اليوسفي يعتبر أن الجريدة لم تقف كما يجب إلى جانب الحزب في صف الاختيار الذي نهجه المكتب السياسي، فوقع توتر شديد مع البريني الذي كان ذلك الحين قد قام بمجهودات لإعطاء الجريدة مكانة قوية للجسم الصحافي، وكان في دفاعه ذاك مناضلا له رأي وليس شخصا مناوشا لقرارات القيادة.
(الحوار كاملا في العدد 74 من مجلة “زمان”)