توقفت مسيرة تحرير الصحراء المغربية مع حل جيش تحرير الجنوب سنة 1960 باسترجاع طرفاية وطانطان فقط، ولم تستأنف إلا بتنظيم المسيرة الخضراء في ظروف أعقد. لماذا توقف هذا المسار؟
لا تكاد تظهر صفحة جيش تحرير الجنوب ضمن كتاب قضية الصحراء المغربية الذي ما يزال مفتوحا إلى اليوم. مرحلة منسية في مسيرة استكمال التحرير التي لم يكن إعلان الاستقلال في 2 مارس 1956 سوى بدايتها. رغم أن وقائع هذه المرحلة وتطوراتها، الميدانية والسياسية، تظهر أنها كانت فرصة ضائعة في هذا المسار التحرري. هذا ما يؤكده قادة عسكريون وسياسيون عاشوا تلك الحرب المنسية، في الأحاديث التي خصوا بها «زمان»، حول الموضوع. فهل ضاعت هذه الفرصة بسبب مجزرة إيكوفيون التي أزهق فيها الطيران الحربي الفرنسي والإسباني أرواح المدنيين العزل سنة 1958؟ أم بسبب الصراعات الداخلية بين القصر ويسار الحركة الوطنية؟
جيشان لدولة واحدة
لم تمض سوى أيام قليلة على انطلاقة جيش التحرير في أكتوبر 1955 حتى عاد محمد الخامس إلى العرش في 16 نونبر من نفس السنة. في 2 مارس 1956 أعلن انتهاء معاهدة الحماية مع فرنسا، ثم في 7 أبريل الموالي أعلن الاستقلال عن إسبانيا، لكن هذين الإعلانين لم يشملا جميع المناطق التي ضمتها فرنسا إلى مقاطعاتها في الجزائر المحتلة، والمناطق التي احتلت قبل توقيع معاهدة الحماية في 1912 في الجنوب من طرف إسبانيا وفرنسا، وفي مدينتي سبتة ومليلة. بالنسبة للحركة الوطنية، كان استكمال تحرير هذه المناطق مهمة أساسية أداتها جيش التحرير. وافق محمد الخامس على تكليف جيش التحرير بهذه المهمة في المناطق الجنوبية وبعض مواقع الصحراء الشرقية، إلا أن ذلك لم يخف عناصر خلاف أخرى بين الطرفين.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال في العدد 19 من مجلتكم «زمان»