كان السطان محمد بنيوسف يدرك، جيدا، أن الرسائل التي بعثها في خطابه التاريخي، الذي ألقاه يوم 9 أبريل 1947 بطنجة، لن تعجب سلطات الإقامة العامة الفرنسية في الرباط. إذ بمجرد عودته إلى العاصمة، يوم 12 أبريل، استوعب، سريعا، سر “البرودة” التي استقبل بها من طرف إيريك لابون المقيم العام الفرنسي.
ساعتها، أدرك السلطان أن موسم المواجهة مع سلطات باريس قد بدأ في ذلك اليوم ذاته. في الجهة الأخرى، سارعت فرنسا إلى إبعاد الدبلوماسي لابون، الذي اختار نهج إصلاحات اقتصادية واجتماعية لترسيخ أقدام بلاده في المملكة الشريفة، وعوضته برجل آخر أخرجته من ثكنة عسكرية هو الجنرال ألفونس جوان.
ولأن لكل رجل أسلوبه، اختار جوان نهج القبضة الحديدية في محاولة منه لردع السلطان والابتعاد عن الوطنيين. لكنه لم يدرك أن بنيوسف قد اختار فريقه فعلا، ليستمر شد الحبل بين القصر والإقامة، إلى أن قررت باريس نفيه رفقة عائلته بعد ست سنوات.
أي نتيجة
View All Result