اختار محمد الخامس يوم عيد ميلاد الأمير مولاي الحسن الـ28 ليزف له اختياره ولياً للعهد، في خطاب وجهه للأمة. كان مولاي الحسن، حينها، قد برز من خلال اضطلاعه بالأدوار الأولى على الساحة الوطنية والسياسية، أولا في مرافقة والده لمواجهة الاستعمار، ثم في المساهمة في بناء الدولة الحديثة بعد نيل المغرب الاستقلال.
كما ساعده تكوينه، الذي جمع بين الثقافة المغربية الأصيلة والتعليم العصري الحديث، على أن يتبوأ مكانة أثيرة داخل القصر وخارجه.
تاريخيا، لم تكن مؤسسة ولاية العهد تحظى بأهمية خاصة لدى السلاطين، كما أن المرشح لها يظل غير معروف، بمعنى أن الابن البكر لن يخلف والده بالضرورة. لذلك، شكل قرار محمد الخامس قطيعة مع التقاليد السابقة، وهو يعلن مولاي الحسن ولياً للعهد استجابة للمطالب الشعبية. “ولقد سررنا كل السرور بما تقدمت به من متمنيات وأفصحت عنه من رغبات، بإسناد ولاية عهدنا إلى نجلنا البار الأمير مولاي الحسن أصلحه الله، وكان السرور أتم والفرح أعم لكون هذه الرغبات جاءت تلقائية عاطفية وجدانية دفع إليها شعور باطني عميق وإحساس نفسي نبيل وإن الأمة المغربية أجمعت عليها من غير استثناء ممثلة في مجلسها الوطني وأحزابها السياسية وهيئاتها العلمية ومنظماتها النقابية ومؤسساتها المهنية وجماعاتها الشعبية”، يخاطب محمد الخامس شعبه يوم 9 يوليوز 1957، ويضيف: “فطيلة أسابيع، تلقى القصر الملكي آلاف العرائض والرسائل والبرقيات في تأييد الملتمس الذي تقدمت به حكومتنا في هذا الشأن، حتى صارت قضية ولاية العهد بمثابة استشارة شعبية تلاقت فيها أماني الملك والشعب في نقطة سواء. فإزاء هذه الرغبات الملحة والملتمسات القوية، قررنا تنصيب ابننا الأمير مولاي الحسن فيما رشحناه له صغيرا تنصيبا رسميا شرعيا قانونيا، فهو ولي عهدنا ووارث عرشنا والقائم بأمر المًلك والمضطلع برئاسة الدولة من بعدنا”.
أي نتيجة
View All Result